مقديشو برس
بدأت اليوم في مديريات حمروين وبونطيرى وشبس بالعاصمة الصومالية مقديشو، عملية تسجيل الناخبين استعداداً للمشاركة في انتخابات المجالس المحلية المقررة يونيو المقبل، وسط إقبال شعبي واسع.
وتوافد مئات المواطنين منذ ساعات الصباح إلى مراكز التسجيل، حيث اصطفوا في طوابير طويلة، في مشهد يعكس تعطش الصوماليين لممارسة حقهم الدستوري في اختيار ممثليهم المحليين، بعد عقود من غياب الانتخابات المباشرة.
وقال رئيس مديرية حمروين، عثمان مريدي علي، في تصريح لوسائل الإعلام، إن التسجيل يمثل خطوة فارقة في مسار التحول الديمقراطي، داعياً سكان المديرية إلى اغتنام الفرصة والتوجه إلى مراكز التسجيل.
من جهته، عبّر رئيس مديرية شبس، علي صومالي، عن أمله في أن تكون هذه الانتخابات بداية عهد جديد من المشاركة الشعبية، قائلاً:
“أتمنى أن أكون آخر رئيس لمديرية شبس يأتي عبر التعيين، وأن يتمكن المواطنون من اختيار من يمثلهم بأنفسهم.”
ورغم هذا الحراك الانتخابي في العاصمة، تشهد الساحة السياسية الصومالية خلافات متصاعدة بين الحكومة الفيدرالية وولايتي جوبالاند وبونتلاند، إلى جانب قوى سياسية معارضة، حول آليات تنظيم الانتخابات المقبلة، وشكل الترتيبات الفنية والإجرائية، ما يُلقي بظلال من الشك حول إمكانية توافق شامل قبل الموعد المقرر للاقتراع.
فرحة واضحة بدت على وجوه الأهالي، حيث عبرت المواطنة سحر، إحدى المسجلات في مديرية حمروين، عن سعادتها قائلة:
“انتظرنا هذه اللحظة طويلاً، واليوم أشعر بالفخر لأنني سجلت اسمي وسأدلي بصوتي في الانتخابات.”
أما أحد وجهاء مديرية شبس، فقال:
“بعد 56 عاماً، حصولي على بطاقة تسجيل الناخبين هو إنجاز تاريخي شخصي، انتظرناه جميعاً.”
يشار إلى أن عملية تسجيل الناخبين في مقديشو تشمل حتى الآن أربع مديريات، بعد أن اختتمت مديرية شنغاني هذه المرحلة بنجاح، وسط ترحيب شعبي واسع وإشادة رسمية.
ويستعد الصوماليون لأول مرة منذ أكثر من ستة عقود للمشاركة في انتخابات محلية، في خطوة وصفها مراقبون بأنها مؤشر على تحسن الاستقرار السياسي وبداية انتقال حقيقي نحو الديمقراطية التشاركية في البلاد، رغم استمرار حالة الشك السياسي التي تغذيها الخلافات بين المركز وبعض الولايات الفيدرالية والمعارضة، ما يجعل مصير الانتخابات مرهوناً بمدى قدرة الأطراف على تجاوز خلافاتها خلال الفترة المقبلة.
يُنظر إلى انطلاق تسجيل الناخبين في العاصمة على أنه مؤشر إيجابي على سعي الحكومة الصومالية للمضي في استحقاقات انتخابية طال انتظارها، إلا أن الخلاف القائم مع ولايات جوبالاند وبونتلاند، إلى جانب تحفظات أطراف معارضة، يسلط الضوء على تحديات التوافق السياسي التي تهدد سير هذا المسار.
ويخشى مراقبون أن تؤدي هذه التباينات، إن استمرت، إلى تأجيل العملية أو التشكيك في شرعيتها، مما يجعل الحوار السياسي أكثر إلحاحاً لضمان أن تكون الانتخابات المقبلة خطوة حقيقية نحو الاستقرار، لا مجرد استحقاق شكلي في بيئة سياسية هشة.