لاسعانود/ مقديشو برس
أعلنت الحكومة الفيدرالية الصومالية اعترافها الرسمي بإدارة SSC-خاتمو كولاية جديدة ضمن الولايات الأعضاء في النظام الفيدرالي للبلاد، في خطوة وُصفت بأنها تحوّل سياسي لافت يحمل أبعاداً داخلية وإقليمية.
وجاء الإعلان على لسان رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري، خلال كلمة ألقاها في حفل استقبال شعبي بمدينة لاسعانود، حيث أكد أن إدارة SSC-خاتمو أصبحت “جزءاً لا يتجزأ من الدولة الصومالية ولا تخضع لأي نزاع”، قاطعاً الطريق أمام مزاعم إدارتَي بونتلاند وصوماليلاند اللتين تتنازعان السيادة على المنطقة.
وقال رئيس الوزراء: “أعلن بصوت واضح أن SSC-خاتمو منطقة وإدارة تابعة لحكومة الصومال الفيدرالية، ولا مجال للجدل حول هذه الحقيقة.”
ولم تغب الانتقادات عن حديث رئيس الوزراء، حيث اتهم الرؤساء السابقين وفي مقدمتهم محمد عبد الله فرماجو بالتردد وعدم امتلاك الجرأة السياسية للاعتراف بالإدارة الناشئة، مشيراً إلى أن حكومته اتخذت القرار بروح وطنية ومسؤولية تاريخية.
مكاسب سياسية وتنموية
ويُنظر إلى هذه الخطوة كإنجاز سياسي كبير لإدارة SSC-خاتمو، حيث أكد رئيس الوزراء أن الحكومة الفيدرالية ستُدرج الولاية الوليدة ضمن خطط التنمية الوطنية وستخصص لها حصة من ميزانية الدولة، بالتوازي مع تدشين مشاريع خدمية في لاسعانود شملت مقرات حكومية، ومراكز شرطة ومنشآت تعليمية.
ومع ترحيب السكان المحليين بهذا الاعتراف، تتصاعد في المقابل تساؤلات حول مدى استيفاء SSC-خاتمو لشروط التحول إلى ولاية مكتملة الأركان، وسط تحذيرات من أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام مطالب انفصالية أو إعادة رسم الخريطة السياسية للولايات الصومالية.
صوماليلاند تحتج وتصف القرار بالتدخل السافر
من جهتها، سارعت سلطات صوماليلاند التي فقدت السيطرة العسكرية على لاسعانود عام 2023، إلى التنديد بالخطوة، ووصفت زيارة رئيس الوزراء بأنها “تدخل سافر وانتهاك واضح لسيادتها”، في موقف يعكس استمرار النزاع السياسي على الإقليم.
دعوة للمشاركة في مؤتمر وطني
وفي سياق متصل، وجّه الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود دعوة رسمية إلى رئيس إدارة SSC-خاتمو، عبد القادر أحمد أو علي لحضور مؤتمر التشاور الوطني المرتقب عقده قريباً في مقديشو، في خطوة تعزز موقع الإدارة الجديدة على طاولة السياسة الصومالية.
وأكد رئيس الوزراء حمزة عبدي بري أن مشاركة عبدالقادر ستمثل فرصة للإدارة للدفاع عن مصالح شعبها ورسم دورها في مستقبل البلاد، مؤكداً التزام الحكومة الفيدرالية بدعم جهود SSC-خاتمو في بناء مؤسساتها الإدارية.
خريطة سياسية تتغير
هذه التطورات تضع إدارة SSC-خاتمو في قلب المشهد السياسي الصومالي، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من إعادة ترتيب التوازنات بين الإدارات الفيدرالية، في وقت تتزايد فيه الدعوات لتعزيز الوحدة الوطنية ووضع حد لنزاعات السيادة والإدارة في المناطق المتنازع عليها.
ويُذكر أن إدارة SSC-خاتمو تُعد الولاية السادسة التي تنضم رسمياً إلى النظام الفيدرالي الصومالي، بعد خمس ولايات سبقتها وهي: هيرشبيلي، وغلمدغ، وبونتلاند، وجنوب الغرب وجوبالاند، في حين تحظى العاصمة مقديشو بوضع إداري خاص يختلف عن الولايات الفيدرالية.
أما صوماليلاند، فتواصل العمل كمنطقة ذات نظام حكم منفصل وانتخابات خاصة بها، رغم عدم نيلها أي اعتراف دولي رسمي كدولة مستقلة.