مقديشوبرس/ وكالات
وصلت إلى ميناء العاصمة الصومالية مقديشو سفينة المساعدات الإنسانية التركية “سفينة الخير”، محملة بثلاثة آلاف طن من المساعدات، بعد انطلاقها من ميناء مرسين الدولي جنوبي تركيا أواخر أيلول/سبتمبر الماضي.
وتأتي هذه المساعدات في إطار دعم تركيا المستمر للصومال، التي تعاني من أزمات إنسانية متكررة نتيجة الجفاف والصراعات الداخلية.
وأعلنت الوكالة الصومالية لإدارة الكوارث في بيان رسمي، ، أن السفينة “غادة” وصلت إلى الميناء محملة بطرود إنسانية تشمل مواد غذائية متنوعة، ملابس، مستلزمات نظافة، ومعدات للإيواء، وذلك لمساعدة المتضررين من الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد.
حفل الاستقبال.. مسؤولون صوماليون وأتراك يحتفون بالمساعدات
وشهد حفل استلام حمولة السفينة حضور عدد من كبار المسؤولين، منهم نائب رئيس الوزراء الصومالي صالح أحمد جامع، والسفير التركي لدى مقديشو ألبير أقطاش، ورئيس الوكالة الصومالية لإدارة الكوارث محمود عبد الله.
وأعرب نائب رئيس الوزراء الصومالي خلال كلمته في الحفل عن شكره وتقديره العميقين للحكومة التركية على دعمها المستمر للشعب الصومالي، مشيراً إلى أهمية هذه المساعدات في تخفيف معاناة المتضررين.
وقال جامع، إن “هذه المساعدات تأتي في وقت حرج، حيث يواجه الشعب الصومالي تحديات إنسانية كبيرة. الدعم التركي له أثر إيجابي كبير على صمود المتضررين”.
كما أثنى على العلاقات الوثيقة بين البلدين وأكد على أهمية استمرار التعاون في مجالات الإغاثة والتنمية.
دور تركيا في دعم الصومال
من جانبه، أكد السفير التركي لدى مقديشو ألبير أقطاش التزام بلاده بمواصلة تقديم الدعم للشعب الصومالي، مشيراً إلى أن “سفينة الخير” تمثل تجسيداً للتضامن التركي مع الصومال، حسب تعبيره.
وأوضح أن هذه المساعدات جاءت بجهود مشتركة بين رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، والهلال الأحمر التركي، ومنظمات المجتمع المدني، لتعزيز قدرة الصومال على مواجهة الأزمات الإنسانية.
وكانت السفينة “غادة” قد أبحرت من ميناء مرسين الدولي في 29 أيلول/سبتمبر الماضي، محملة بالمساعدات التي تم تجهيزها من قبل رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية بدعم من الهلال الأحمر ومنظمات مدنية، ضمن جهود تركيا لتعزيز استجابتها الإنسانية في الدول التي تعاني من أزمات.
استمرار الجهود الإنسانية التركية في الصومال
وتعتبر هذه الشحنة جزءاً من سلسلة مساعدات قدمتها تركيا للصومال على مدى السنوات الماضية، في إطار العلاقات القوية التي تجمع البلدين، فقد لعبت تركيا دوراً محورياً في تقديم المساعدات الإنسانية ودعم مشاريع التنمية في الصومال، لا سيما في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية.
وتأتي هذه المساعدات في وقت يعاني فيه الصومال من موجة جديدة من الجفاف والنزوح الداخلي، الأمر الذي زاد من حجم الاحتياجات الإنسانية، حيث يقدر أن مئات الآلاف من الصوماليين يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والمأوى والمياه النظيفة.
مساعدات متنوعة لتلبية الاحتياجات الملحة
وتحمل السفينة “غادة” على متنها مواد غذائية تشمل الطحين، الأرز، السكر، والزيت، بالإضافة إلى مستلزمات نظافة أساسية مثل الصابون والمعقمات، وملابس للنازحين.
كما تشمل معدات للإيواء مثل الخيام والفرش، والتي ستسهم في توفير مأوى مؤقت للعديد من العائلات النازحة بسبب الأوضاع الأمنية والبيئية المتدهورة في البلاد.
وتؤكد هذه الجهود التضامنية الدور الذي تلعبه تركيا كداعم رئيسي للصومال في محنتها المستمرة، كما تعكس العلاقات العميقة التي تربط البلدين على المستويات الإنسانية والاقتصادية والسياسية.