مقديشو برس
توفي الجنرال شيغو أحمد علي، أحد أبرز الوجوه العسكرية في الصومال، مساء الاثنين في مستشفى أردوغان بالعاصمة مقديشو، بعد تدهور حالته الصحية أثناء قضائه حكماً بالسجن العسكري. وتأتي وفاته وسط تباينات في الروايات الرسمية والشعبية، ما فتح الباب واسعًا أمام الجدل حول ظروف احتجازه والظروف التي سبقت وفاته.
الجنرال شيغو، الذي عرف في الأوساط العسكرية بقيادته لعمليات أمنية ضد حركة الشباب، كان قد أُدين من قبل المحكمة العسكرية في نوفمبر 2023 بالسجن عشر سنوات، بعد أن اتُّهم بقيادة قوة مسلحة اشتبكت مع وحدات من الجيش الصومالي في قلب العاصمة مقديشو، خلال أحداث دامية وقعت في أغسطس من نفس العام.
وزارة الصحة الصومالية، عبر وزيرها الدكتور علي حاجي آدن، أوضحت أن الجنرال توفي بسبب فشل كبدي ناجم عن إصابته بالتهاب الكبد الفيروسي من نوع Habitat B. ودعا الوزير الرأي العام إلى “ضبط النفس وعدم الانجرار خلف التفسيرات غير المسؤولة”، في إشارة إلى بعض الاتهامات التي تداولها ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي حول احتمال تعرض الجنرال لتصفية جسدية.
لكن هذه التطمينات الرسمية لم توقف سيل الأسئلة. فقد خرج الرئيس السابق محمد عبد الله فرماجو ببيان دعا فيه إلى “تحقيق عاجل وشفاف” في ظروف الوفاة، مؤكدًا ضرورة “احترام كرامة الأسرى العسكريين والاستماع إلى مطالب ذويهم”.
عائلة الجنرال شيغو ونواب من قبيلة جريروين، التي ينتمي إليها الفقيد، سارعوا إلى نفي المزاعم التي تحدثت عن تسميمه، وعبّروا عن ثقتهم في الرواية الطبية الرسمية. وقالوا في بيان مشترك إن الجنرال توفي “جراء مرض ألمّ به منذ فترة”، ودعوا إلى “الكف عن نشر الأكاذيب التي تسيء إلى الفقيد وتزيد من آلام أسرته”.
الجنرال شيغو لم يكن شخصية عسكرية عادية؛ فقد تولى في سبتمبر 2017 قيادة قاعدة بريري الاستراتيجية في إقليم شبيلي السفلى، وخاض خلالها معركة شهيرة ضد عناصر حركة الشباب، أسفرت عن مقتل نحو 18 من مقاتلي الحركة، وفق ما أوردته هيئة الإذاعة البريطانية في حينه.
اليوم، وبعد سنوات من القيادة العسكرية، وسنوات قليلة في السجن، يودّع الصومال أحد جنرالاته وسط حالة من الترقب والقلق الشعبي. ومن المتوقع أن يُوارى جثمانه الثرى في مقديشو يوم الأربعاء، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وتبقى وفاة الجنرال شيغو، في نظر كثيرين، أكثر من مجرد حدث عابر؛ إنها مرآة تعكس هشاشة العلاقة بين المؤسستين العسكرية والسياسية في البلاد، وتطرح تساؤلات عميقة حول مصير الضباط المنشقين والملف الإنساني في السجون الصومالية.