مقديشو برس
تواصل العاصمة الصومالية مقديشو اليوم السبت توسع عملية تسجيل الناخبين، مع انضمام ست مديريات جديدة إلى العملية الانتخابية المرتقبة، في خطوة تُعدّ استكمالاً للتحضيرات لأول انتخابات محلية تشهدها البلاد منذ أكثر من ستة عقود.
وشهدت مديريات “هدن”، “هول واداغ”، “كاران”، “ياقشيد”، “ورتا نبدا”، و”هيلوا” التابعة لإقليم بنادر، إقبالاً واسعاً من المواطنين الذين توافدوا منذ ساعات الصباح إلى مراكز التسجيل، واصطفوا في طوابير طويلة لتسجيل أسمائهم تمهيداً لممارسة حقهم في التصويت خلال انتخابات المجالس المحلية المقررة في شهر يونيو المقبل.
وبانضمام هذه المديريات، ترتفع عدد المديريات التي تشهد عملية تسجيل الناخبين إلى 13 مديرية من أصل 20 مديرية تشكل إقليم بنادر، في مؤشر واضح على تصاعد زخم الاستعدادات الانتخابية في العاصمة.
ورحب رؤساء المديريات المعنية بإقبال المواطنين، مؤكدين أن المشاركة الفاعلة في التسجيل تمثل خطوة مهمة نحو ترسيخ مبدأ الديمقراطية التشاركية، ودعوا إلى الاستمرار في العملية لضمان تمثيل شعبي واسع في الانتخابات القادمة.
ويأتي هذا الحراك الانتخابي في وقت ينظر فيه مراقبون إلى استمرار تسجيل الناخبين في العاصمة باعتباره دليلاً على تحسن نسبي في المناخ السياسي والأمني، وخطوة نحو إعادة بناء مؤسسات الحكم المحلي التي غابت طويلاً عن المشهد السياسي الصومالي.
ورغم هذه التطورات الإيجابية، تظل التحديات السياسية قائمة، حيث تشهد الساحة السياسية خلافات حادة بين الحكومة الفيدرالية وولايتَي جوبالاند وبونتلاند، إلى جانب تحفظات من بعض أطراف المعارضة بشأن ترتيبات تنظيم الانتخابات وآلياتها الإجرائية.
ويخشى مراقبون أن تؤدي هذه الخلافات، إذا لم تُحل عبر حوار سياسي شامل، إلى تعثر العملية الانتخابية أو التشكيك في نزاهتها، وهو ما قد يُقوّض جهود بناء نظام ديمقراطي حقيقي في البلاد.
ومع اتساع رقعة تسجيل الناخبين يوماً بعد آخر، تبقى أنظار الصوماليين معلقة على قدرة الأطراف السياسية على تجاوز خلافاتها، بما يضمن أن تكون الانتخابات المقبلة خطوة حقيقية نحو الاستقرار السياسي والديمقراطي، لا مجرّد استحقاق شكلي في بيئة لا تزال هشة.