مقديشو برس
أجرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة الفيدرالية الصومالية، داؤود أويس جامع، مباحثات رسمية مع ممثلة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لدى شرق إفريقيا، لويز هاكثاوزن، تركزت حول جهود إحياء وتحديث أرشيف إذاعة مقديشو، أحد أقدم الأرشيفات الإعلامية في القارة الإفريقية.
وأكد الوزير خلال اللقاء، الذي عُقد بمقر الوزارة في العاصمة مقديشو، أن الحكومة الصومالية تولي أهمية خاصة لإذاعة مقديشو، الذي يوثق لعقود من الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية في البلاد، ويُعد مرجعًا وطنيًا مهمًا يجب الحفاظ عليه وتحويله إلى صيغة رقمية تضمن استدامته للأجيال المقبلة.
وشدد أويس على أن رقمنة هذا الأرشيف ليست مجرد مشروع تقني، بل خطوة استراتيجية للحفاظ على ذاكرة الأمة الصومالية، داعيًا اليونسكو إلى تقديم الدعم الفني واللوجستي اللازم لتحقيق هذا الهدف.
من جهتها، عبّرت ممثلة اليونسكو عن تقديرها لحفاوة الاستقبال، وأشادت بجهود وزارة الإعلام في حماية التراث الثقافي والسمعي البصري للبلاد، مؤكدة استعداد المنظمة للتعاون في مشروع رقمنة أرشيف إذاعة مقديشو، الذي وصفته بأنه “إرث حيّ يعكس غنى وتنوع الثقافة الصومالية”.
وقام الجانبان بجولة ميدانية داخل أرشيف الإذاعة، حيث اطلعا على تسجيلات نادرة ومواد وثائقية ثمينة، تراكمت على مدى أكثر من سبعين عامًا. وقدّم الوزير شرحًا مفصلًا حول خطة الوزارة المستقبلية لتطوير البنية التحتية للأرشيف، وتأهيله ليكون مركزًا ثقافيًا مفتوحًا للباحثين وصنّاع الإعلام.
وتندرج هذه الخطوة ضمن جهود أوسع تبذلها وزارة الإعلام الصومالية لتعزيز التعاون الدولي في مجال حماية التراث الثقافي، وربط الثقافة بالتنمية المستدامة، لا سيما في ظل ما يمكن أن تتيحه هذه المشاريع من فرص عمل للشباب، وتعزيز روح المصالحة والتماسك المجتمعي من خلال التوثيق وإحياء الذاكرة الوطنية.