فاز نادي ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليغ) لموسم 2025/2024. وكان فريق “الريدز” قد تغلّب على نظيره توتنهام هوتسبير بخمسة أهداف لواحد، في مباراة أُقيمت على أرض ملعب “أنفيلد”، الأحد، في الجولة الـ34.
بهذا الانتصار، ضمن نادي ليفربول إنهائه للبريميرليغ هذا الموسم في المركز الأول، إذ يتصدر سلم الترتيب برصيد 82 نقطة في الوقت الحالي وقبل نهاية المسابقة بـ4 جولات.
وبَاتَ فريق “الريدز” في صدارة أكثر الفرق تحقيقًا للقب الدوري الإنجليزي على مر التاريخ، وذلك بالتساوي مع منافسه مانشستر يونايتد، إذ حقق كلّ واحد منهما اللقب 20 مرة.
احتاج المدرب الهولندي، آرني سلوت (46 عاماً)، لموسم واحد، حتى يدخل تاريخ نادي ليفربول، بعد أن قاده إلى التتويج بلقب الدوري الإنكليزي، مُعوضاً إخفاق “الريدز” في الموسم الماضي، عندما فشل في منافسة مانشستر سيتي وأرسنال على اللقب، ولكن الوضع هذا الموسم كان مختلفاً بشكل كبير للغاية، إذ إن ليفربول قدم موسماً استثنائياً على جميع المستويات، منهياً سيطرة “السيتي” الذي تُوج بطلاً في أربعة مواسم توالياً.
ولم يقم سلوت بصفقات قوية في “الميركاتو” الصيفي أو الشتوي، إذ اعتمد تقريباً على الفريق، الذي تركه المدرب الألماني، يورغن كلوب (57 عاماً)، وكل العناصر الأساسية تلعب بانتظام مع الفريق منذ مواسم عديدة، ولكنّها خيّبت الآمال في الموسم الماضي، بحصاد دون المأمول في مختلف المسابقات، وكان المكسب الوحيد، الذي حققه الفريق في آخر موسم للمدرب الألماني، هو العودة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا، بعد غيابه في الموسم الذي سبقه، وهو الذي تمتّع بميزانية ضخمة للقيام بالصفقات.
ولئن احتاج كلوب إلى خمسة مواسم، حتى يُنهي تعطش فريق ليفربول لحصد لقب الدوري الإنكليزي الممتاز، إذ انتظرت الجماهير من موسم 1989ـ1990، إلى موسم 2019ـ2020، لتشاهد فريقها بطلاً من جديد، وهو من بين مكاسب مرحلة المدرب الألماني مع ليفربول، بعد أن تمكن من إنهاء مواسم الانتظار الطويلة، فإن سلوت نجح في إعادة مجد الفريق سريعاً، وحصد لقب الدوري دون مقاومة تُذكر، بأرقام مميزة وانتصارات على الفرق القوية.
كما أن الفريق نجح في قلب الطاولة خلال مواجهات عديدة، رغم تأخره في النتيجة، وكان واضحاً منذ البداية أن مصير اللقب قد حُسم، ذلك أن المدرب الجديد أحسن استغلال قدرات اللاعبين، وأعاد اكتشاف البعض منهم، فقد استعاد النجم المصري، محمد صلاح (32 عاماً) توهجه، وكذلك الحارس البرازيلي أليسون بيكر (32 عاماً)، ولاعب الوسط الأرجنتيني ماك أليستر (26 عاماً)، وتقريباً فإن كل الأسماء، التي تاهت في الموسم الماضي، استعادت البريق في موسم 2024ـ2025، وقادت “الريدز” إلى لقب مستحق، كان بمثابة توديع حقبة كلوب مع النادي الإنكليزي، الذي احتل المركز الثالث برصيد 82 نقطة، في الموسم الماضي، بينما كان مانشستر سيتي قد جمع 91 نقطة، وجاء أرسنال ثانياً برصيد 89 نقطة.
وشهدت المباراة عودة النجم الدولي المصري محمد صلاح لهز الشباك من جديد، بعدما صام عن التسجيل في المباريات الثلاث الأخيرة لليفربول في المسابقة، ليكون على موعد مع صناعة التاريخ في البطولة العريقة أيضا.
واحتفل صلاح، الذي ساهم بـ46 هدفا مع ليفربول في البطولة هذا الموسم، بالهدف مع الجماهير التي تواجدت في المدرجات بطريقة مميزة ومبتكرة، بعدما حصل على هاتف محمول من أحد المشجعين، والتقط صورة (سيلفي) معها.
ورفع صلاح، الذي مدد عقده مع ليفربول لمدة عامين في وقت سابق من الموسم، رصيده التهديفي في المسابقة إلى 185 هدفا، بواقع 183 هدفا مع ليفربول وهدفين مع فريقه السابق تشيلسي، لينفرد بالمركز الخامس في قائمة الهدافين التاريخيين للبطولة بوجه عام، كما بات أكثر اللاعبين الأجانب إحرازا للأهداف بالمسابقة، بعد فض شراكته مع الأرجنتيني المعتزل سيرخيو أجويرو، مهاجم مانشستر سيتي السابق.
وعزز (الملك المصري)، كما تطلق عليه جماهير ليفربول صدارته لقائمة هدافي البطولة خلال الموسم الحالي، بعدما رفع رصيده إلى 28 هدفا، بفارق 6 أهداف أمام أقرب ملاحقيه أليكسندر إيزاك، مهاجم نيوكاسل يونايتد، علما بأنه صنع 18 هدفا لزملائه.
ويتطلع صلاح للتتويج بجائزة (الحذاء الذهبي)، التي يتم منحها لأفضل هداف في البطولة للمرة الرابعة في مسيرته بالبطولة، ليتقاسم الرقم القياسي كأكثر اللاعبين فوزا بها مع الفرنسي المعتزل تيري هنري، نجم أرسنال السابق.
ولم يتوقف صلاح عند هذا الحد، بل تسبب في الهدف الخامس لليفربول، الذي جاء عبر النيران الصديقة بواسطة الإيطالي ديستيني أودوجي، لاعب توتنهام، الذي أحرز هدفا عكسيا لليفربول في الدقيقة 69، بعدما حاول إبعاد الكرة من أمام (الفرعون المصري).
كما حقق المدرب الهولندي أرني سلوت، الذي تولى المسؤولية مطلع الموسم الحالي خلفا للألماني يورجن كلوب، إنجازا تاريخيا، بعدما أصبح أول هولندي يتوج باللقب المرموق، وخامس مدرب يحقق ذلك في موسمه الأول بعد جوزيه مورينيو، وكارلو أنشيلوتي، ومانويل بيليجريني، وأنطونيو كونتي.