مقديشو برس
أحرز الصومال تقدمًا في تصنيفه على مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2025، بحسب التقرير السنوي الصادر عن منظمة “مراسلون بلا حدود” (RSF)، حيث صعد من المرتبة 145 في عام 2024 إلى المرتبة 136 هذا العام من بين 180 دولة شملها التصنيف، في تحسن وصفته المنظمة بـ”النسبي”، في ظل ما تزال تشهده البلاد من انتهاكات بحق الصحفيين وبيئة إعلامية محفوفة بالمخاطر.
ويعكس هذا التحسن بعض الجهود الحكومية والمجتمعية في دعم حرية التعبير، غير أن الوضع الميداني لا يزال معقدًا، خاصة في مناطق مثل صوماليلاند، التي صنفها الاتحاد الوطني للصحفيين الصوماليين كأخطر منطقة على الصحفيين في البلاد، تليها منطقتا SSC-خاتمو وإقليم بنادر، في ظل توثيق انتهاكات تشمل مداهمات عنيفة، وتعذيبًا، وحالات اختفاء قسري.
وفي السياق ذاته، وثّقت رابطة الصحفيات الصوماليات (SOMWA) أكثر من 30 حالة اعتقال، و20 عملية مصادرة لمعدات إعلامية، إضافة إلى مقتل صحفي واحد، وذلك خلال الأشهر الأربعة الأولى فقط من عام 2025. ووصفت الرابطة هذه الأرقام بأنها “رسالة مرعبة تهدد بيئة العمل الصحفي”، مطالبة السلطات باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الصحفيين، وضمان بيئة آمنة ومستقلة لممارسة المهنة.
وفي رد رسمي، أكد وزير الإعلام والثقافة والسياحة، داود أويس جامع، أن الحكومة الفيدرالية ملتزمة بدعم حرية الصحافة، مشددًا على أن “الصحفيين يمثلون صوت المجتمع وضميره”، وعلى أهمية تعزيز التغطية المهنية في مواجهة تحديات الإعلام الحديث، وعلى رأسها المعلومات المضللة.
وأشار أويس إلى أن التكنولوجيا، ولا سيما أدوات الذكاء الاصطناعي، “توفر فرصًا كبيرة يجب أن يقابلها وعي ومسؤولية مهنية”، داعيًا الصحفيين إلى دور أكبر في التوعية، ومكافحة التطرف، وتسليط الضوء على قضايا كبرى مثل التغير المناخي، الذي يمثل تهديدًا حقيقيًا للصومال والمنطقة.
وأكد الوزير أن الحكومة تعمل على تنفيذ إصلاحات قانونية وتدريبية تهدف إلى بناء بيئة إعلامية مهنية ومستقلة، تواكب المتغيرات وتُسهم في دعم التنمية والاستقرار في البلاد.