مقديشو برس
عقد دولة رئيس وزراء جمهورية الصومال الفيدرالية، السيد حمزة عبدي بري، اليوم الخميس في العاصمة مقديشو، لقاءً رسمياً مع وزير الداخلية في جمهورية العراق، السيد عبد الأمير الشمري، الذي يزور البلاد في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وشهد اللقاء تبادل وجهات النظر حول سبل توطيد العلاقات الصومالية العراقية، لا سيما في المجالات الأمنية ومكافحة الإرهاب، وتطوير آليات التعاون المشترك في مجالات تدريب القوات، وتبادل الخبرات، وتعزيز قدرات المؤسسات الأمنية.
وأكد رئيس الوزراء الصومالي خلال اللقاء أهمية الزيارة في هذا التوقيت، مشيداً بعمق العلاقات التاريخية بين الصومال والعراق، ومعبّراً عن تطلّعه إلى فتح آفاق أوسع للتعاون الثنائي في مختلف القطاعات، وعلى رأسها الأمن والتعليم.
من جهته، عبّر وزير الداخلية العراقي عن حرص بلاده على دعم الصومال ومساندة جهوده في بناء المؤسسات الأمنية ومكافحة التحديات الأمنية، مشيراً إلى أن الزيارة تمثل انطلاقة جديدة لتعزيز التعاون بين مقديشو وبغداد في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك.
يحمل اللقاء بين المسؤولين الصومالي والعراقي بُعداً رمزياً مهماً، إذ يشترك البلدان في تجربة معقدة تتمثل في بناء الدولة بعد عقود من الصراع، ومواجهة جماعات مسلحة تقوّض مؤسسات الدولة. ويأتي هذا التقارب في وقت يسعى فيه الطرفان إلى الاستفادة من التجارب المتبادلة في إعادة بناء المنظومات الأمنية، وتطوير استراتيجيات وطنية لمكافحة التطرف العنيف.
ويرى مراقبون أن هذه الزيارة تعكس إدراكاً متزايداً لدى الحكومتين بأهمية تفعيل التعاون جنوب–جنوب، بعيداً عن الأطر التقليدية، والاستفادة من الخبرات المتشابهة في سياقات ما بعد النزاع، وهو ما قد يشكل نموذجاً ناجحاً للتضامن بين دول تواجه تحديات بنيوية مشابهة.