مقديشو برس
افتتح الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، اليوم الثلاثاء، منتدى التشاور الوطني في العاصمة مقديشو، بمشاركة قيادات من الحكومة الفيدرالية وعدد من رؤساء الولايات، وسط غياب لافت لكل من بونتلاند وجوبالاند، في خطوة تعيد إلى الواجهة التوترات المزمنة بين الحكومة المركزية وبعض الإدارات الإقليمية.
ويأتي انعقاد المنتدى في إطار مبادرة أطلقها الرئيس لتوسيع الحوار الوطني وتعزيز التعاون بين المؤسسات الفيدرالية والولايات، وذلك في ظل ظروف سياسية وأمنية معقدة تمر بها البلاد.
وشهدت الجلسة الافتتاحية حضور رئيس الوزراء حمزة عبدي بري، ونائبه الأول صالح أحمد جامع، إضافة إلى رؤساء ولايات جنوب الغرب، هيرشبيلي، غلمدغ، ورئيس إدارة خاتمو، إلى جانب محافظ إقليم بنادر، بينما غابت عن المنتدى ولايتا بونتلاند وجوبالاند، من دون صدور توضيحات رسمية بشأن أسباب التغيب.
وبحث المشاركون جملة من القضايا الوطنية، أبرزها سير العمليات العسكرية لتحرير المناطق التي لا تزال تحت سيطرة حركة الشباب، واستكمال مسودة الدستور، وتعزيز مسار التحول الديمقراطي، بالإضافة إلى جهود إعادة بناء الجيش الوطني ومؤسسات الدولة.
ويرى مراقبون أن غياب بونتلاند، التي أعلنت في وقت سابق تعليق مشاركتها في الشأن الفيدرالي، يشير إلى عمق الخلافات بينها وبين مقديشو بشأن تقاسم الصلاحيات والنفوذ السياسي.
أما غياب جوبالاند، فيرتبط بحسب مصادر سياسية مطلعة، بالخلافات المتصاعدة حول شرعية القيادة الحالية للولاية، بعد إعادة انتخاب أحمد محمد إسلام ، رغم انتهاء ولايته الدستورية ، ما أدى إلى انقسامات داخل الولاية نفسها بشأن آلية الانتقال السياسي وإجراء الانتخابات.
وتتهم أطراف داخل جوبالاند القيادة الحالية بتعطيل العملية الانتخابية، في حين تتهم إدارة أحمد إسلام الحكومة الفيدرالية بالتدخل في شؤون الولاية ومحاولة فرض قيادة بديلة.
ويُنتظر أن تستمر أعمال المنتدى خلال الأيام المقبلة، في وقت تتصاعد فيه الدعوات لتفعيل حوار شامل يضمن تمثيل جميع الولايات ضمن مسار بناء الدولة الصومالية الحديثة، بما في ذلك إيجاد تسويات سياسية دائمة للعلاقات بين المركز والأقاليم.