مقديشو برس
بدأت في العاصمة الصومالية مقديشو، اليوم الأربعاء، أعمال مؤتمر سياسي موسّع يضم قادة المعارضة الصومالية، في وقت تشهد فيه البلاد حالة من الترقب السياسي والتوترات المتزايدة بشأن العملية الانتخابية وشكل الحكم في المستقبل القريب.
ويترأس المؤتمر الرئيس الأسبق شريف شيخ أحمد، الذي ألقى كلمة افتتاحية أكد فيها أن اللقاء يهدف إلى مناقشة “مستقبل الصومال السياسي” ووضع خارطة طريق جامعة تنطلق منها جهود المعارضة لتنظيم صفوفها وطرح بدائل سياسية تراعي المصالح الوطنية العليا.
وقال شريف إن المشاركين في هذا المؤتمر يمثلون شريحة مؤثرة من القيادات السياسية، مشيرًا إلى أن الحضور الحالي قد يبدو محدودًا من حيث العدد، لكنه يمثل نواة لتحرك أوسع يشمل كافة القوى الوطنية المعارضة.
وأكد في كلمته على أهمية التوافق السياسي حول أي مسار انتخابي، قائلاً: “الانتخابات على أساس شخص واحد، صوت واحد، مبدأ سليم، لكن لا بد أن يتم ضمن توافق جامع، وبما لا يتعارض مع الدستور الصومالي”.
من جهته، وصف رئيس الوزراء الأسبق محمد حسين روبلي هذا المؤتمر بأنه “نداء وطني لإنقاذ الصومال”، مشيرًا إلى أن المبادرة ليست ضد الدولة، بل تصحيح لمسارها، مضيفًا أن الشعب الصومالي لطالما طالب بانتخابات عادلة ومباشرة، إلا أن “التسرع دون إعداد سليم قد يؤدي إلى نتائج عكسية”.
ويُتوقع أن يصدر عن المؤتمر بيان ختامي خلال الأيام المقبلة يتناول موقف المعارضة من أبرز القضايا، وفي مقدمتها الانتخابات المقبلة، مسار الأمن القومي، ومبادئ بناء توافق وطني جديد، كما سيتم التشاور بشأن تشكيل قيادة موحدة تمثل المعارضة بشكل رسمي.
وقد شارك في المؤتمر عدد من الشخصيات السياسية البارزة، بينهم رؤساء وزراء سابقون مثل عمر عبد الرشيد علي شرماركي، حسن علي خيري، وعبدي فارح شردون، بالإضافة إلى رئيسي البرلمان السابقين شريف حسن شيخ آدم ومحمد مرسل، فضلاً عن عدد من أعضاء البرلمان الحاليين ووزراء سابقين.
وتأتي هذه التحركات السياسية في وقت يتصاعد فيه الجدل في الداخل الصومالي حول آلية تنظيم الانتخابات المقبلة، وسط دعوات متزايدة لتحقيق توافق وطني يجنّب البلاد الانزلاق في أزمة سياسية جديدة.