مقديشو برس/ وكالة صونا
ولد العلّامة الفقيه المحدث المفسر الصوفي الأديب، الشيخ عثمان بن الشيخ عمر بن الشيخ داود الملقب بـ” حدغ”، في عام 1942م، في منطقة قريبة من مدينة عيل طير على بعد 300 كلم شمالا من مدينة مقديشو عاصمة جمهورية الصومال، وينحدر الشيخ من أسرة دينية عريقة، وهو من حفيد الداعية الشيخ داود علسو؛ الذي أحيا علوم الشريعة الإسلامية في وسط الصومال.
ونشأ الشيخ عثمان حدغ تحت كنف والديه الكريمين، وحفظ القرآن الكريم، وهو ابن عشر سنين.
طلبه العلم ومشايخه
اتجه الشيخ عثمان حدغ إلى طلب العلم الشريف في الحادية عشرة من عمره، وتتلمذ على بعض أبرز مشايخ الصومال في عهده، ومنهم: عمه القاضي الشيخ عبد الله بن الشيخ داود، وعميد القضاة الشيخ أبوبكر بن الشيخ محيي الدين، وفقيه الديار الصومالية الشيخ حسين محمد محمود عطا، والعلامة الشيخ حسين بن الشيخ محمد الورشيخي وغيرهم.
وأجازه في الحديث العلامة الشيخ محمد أحمد محمود المشهور ب”أبا” والشيخ محمد نور بن الشيخ إبراهيم بن معلم سراج، وأجازه العلامة – الشاطري وأخذ الطريقة الإدريسية من العديد من المشايخ، منهم عمه الشيخ أحمد بن الشيخ داود، والولي التقي الشيخ أبا علي بن الشيخ محمد بن الشيخ علي ميه، وفقيه الديار الصومالية الشيخ حسين عطاء، و الشيخ الدكتور السيد عبد الوهاب التازي ، شيخ عموم الطريقة الإدريسية في العالم، واستمر الشيخ عثمان حدغ في طلب العلم سنوات طويلة بجد واجتهاد ومثابرة حتى فاق أقرانه في العلم والعمل، وأصبح يشار إليه بالبنان في أقطار الصومال.
جهوده الدعوية
لما أتقن الشيخ عثمان حدغ، العلوم الشرعية واللغوية، واكتسب المعارف واللطائف من منابع التصوف، توجه إلى أداء الأمانة، وخلف، عمه القاضي الشيخ عبد الله بن الشيخ في تدريس العلوم الشرعية واللغوية في مسجد الزاهر في مدينة عيلطير؛ الذي أصبح مركزا علميا يقصد إليه طلبة العلم من شتى الأصقاع؛ وتعلّم على يديه مختلف الفنون عدد لا يحصى، حملوا منه راية الدعوة ونشر العلوم الشرعية.
وبذل الشيخ عثمان جهودا كبيرة في مجال الدعوة الإسلامية ونشر العلوم الشرعية وآلاتها، حيث أشرف على عشرات المراكز والزوايا والمساجد المنتشرة في ربوع الصومال وخارجه التي خرّجت بفضل الله ومنّه أفواجا من الدعاة وحملة الشريعة المحمدية، علما أن الشيخ الفقيد رحمه الله سبحانه وتعالى، أفنى عمره في خدمة الشريعة المطهرة ونشر علومها رغم ما عاناه من الأمراض الكثيرة والوهن، مع التحديات الاقتصادية والأمنية التي تخيط بالبلاد حرسها الله.
مؤلفاته
وألف الشيخ عثمان حدغ، ما يزيد على 20 كتابا في مواضيع مختلفة، في مجال الفقه، والتصوف، والشؤون الاجتماعية والأخلاقية.
ومن أهم كتبه:
إقناع المؤمنين بتبرك الصالحين
والتيجان المكلله في شرح النصائح المرسله
والمقاصد السنية في ذكر أحوال الأولياء وتراجم أعلام السادة الصوفية
خلاصة النقول والأبحاث في تحرير مجموع الطلقات الثلاث
والمِنح الوهبيّة في ذم القبليّة والعصبيّة
اللآلي السنيّة في مشروعية مولد خير البرية
والتبيين في أدلة التلقين
أنيس الجليس في ترجمة السيد أحمد بن إدريس
وبغية الأريب في التوسل بأسماء الحبيب صلى الله عليه وسلم
والمحجة البيضاء في مشروعية إطلاق السيادة على من أقلته الغبراء وأظلته السماء صلى الله عليه وسلم.
وتوفي الليلة الماضية، العلامة الإمام الشيخ عثمان بن الشيخ عمر بن الشيخ داود من أشهر العلماء في شرق افريقيا عن عمر ناهز 84 عاما.
قادة البلاد يعزون في وفاة العلامة الإمام الشيخ عثمان حدغ
بعث الرئيس حسن شيخ محمود برقية عزاء ومواساة إلى أسرة وأقارب وعلماء الدين والشعب الصومالي عامة في وفاة العلامة الإمام الشيخ عثمان بن الشيخ عمر بن الشيخ داود.
وأشار فخامة الرئيس في البرقية إلى أن الفقيد الشيخ عثمان حدغ كان عالماً وداعياً ومعلماً كبيراً أفنى عمره في خدمة الدين الإسلامي الحنيف ونشر تعاليمه.
كما عبر الرئيس عن بالغ الحزن والأسى بهذا المصاب الجلل ..سائلاً الله العلي القدير ان يتغمده بواسع رحمته وان يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
كما بعث كل من رئيس مجلس الشعب الفيدرالي السيد شيخ آدم محمد نور، ورئيس الوزراء السيد حمزة عبدي بري برقية عزاء ومواساة إلى أسرة وأقارب وعلماء الدين والشعب الصومالي عامة في وفاة العلامة الإمام الشيخ عثمان بن الشيخ عمر بن الشيخ داود ،والذي وافته المنية ،الليلة الماضية، مشيرين الى أن الفقيد كرس حياته في خدمة الدين الإسلامي الحنيف ونشر تعاليمه وساهم في تعليم العديد من العلماء البارزين.