جيبوتي / مقديشو برس
محمود علي يوسف، البالغ من العمر 60 عامًا، يُعد من أبرز الشخصيات الدبلوماسية في جمهورية جيبوتي، حيث بدأ مسيرته المهنية في الحكومة عقب حصوله على شهادته الجامعية، ثم انتقل إلى فرنسا لمواصلة دراسته في اللغات الأجنبية.
التحق بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي عام 1992، حيث تقلّد عدة مناصب دبلوماسية بارزة، من بينها مستشار بالسفارة ومدير إدارة الدول العربية في الوزارة حتى يناير 1997. في أعقاب ذلك، تم تعيينه سفيرًا لجمهورية جيبوتي لدى جمهورية مصر العربية، ومندوبًا دائمًا لبلاده لدى جامعة الدول العربية.
شغل عدة مناصب وزارية، من أبرزها وزير الدولة للتعاون الدولي في عام 2001، ثم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي اعتبارًا من مايو 2005. وقد جُددت ولايته في هذا المنصب في أعوام 2008، 2011، 2013، 2016، و2019، كما أُسندت إليه مهمة المتحدث الرسمي باسم الحكومة.
وخلال فترة قيادته للدبلوماسية الجيبوتية، أسهم بشكل محوري في تعزيز مكانة بلاده على الساحة الدولية، وكان له دور فاعل في القضايا الإقليمية والقارية، لا سيما في منطقة القرن الإفريقي.
ويجيد الوزير محمود علي يوسف اللغات الفرنسية والإنجليزية والعربية، إضافة إلى اللغة الصومالية.
انتخب زعماء دول الاتحاد الأفريقي وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف رئيسا جديدا لمفوضية الاتحاد الأفريقي خلال القمة السنوية الـ38 في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وجاء انتخاب يوسف بعد 7 جولات من التصويت السري. حصل خلالها على 33 صوتا من أصل 49، متغلبا على رئيس الوزراء الكيني السابق رايلا أودينغا، ووزير خارجية مدغشقر السابق ريتشارد راندريماندراتو.
ويُعد محمود علي يوسف، أطول وزير خارجية في الخدمة بالقارة منذ تعيينه في هذا المنصب عام 2005. وقد خلف التشادي موسى فكي محمد الذي خدم فترتين رئيسا للمفوضية.
عقب انتخابه رئيسًا للمفوضية التنفيذية للاتحاد الإفريقي، أكد محمود علي يوسف التزامه بالمبادئ التي تأسس عليها الاتحاد، وعزمه على تعزيز التعاون الإقليمي وتحقيق الأهداف الطموحة لأجندة 2063. كما لعب دورًا مهمًا في مساعي تسوية النزاعات في القارة الإفريقية.
ويأتي انتخاب يوسف في وقت تواجه فيه أفريقيا أزمات كبرى، أبرزها الصراعات المستمرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان. إذ تعهد يوسف بالعمل على “إسكات البنادق” في القارة، وحل النزاعات الداخلية، وإجراء إصلاحات هيكلية داخل الاتحاد، مع التركيز على الكفاءة والجدارة في التوظيف داخل المفوضية.
وتُعد الصراعات الإقليمية من أبرز التحديات التي تنتظر الرئيس الجديد للتعامل معها، حيث يواجه يوسف مهمة شاقة لإدارة الأزمات المسلحة في الكونغو الديمقراطية مع تقدم حركة “إم23” واتهام رواندا بدعمها، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي. كما يجب عليه التدخل في الأزمة السودانية التي خلفت آلاف القتلى وملايين النازحين، مع الضغط الدولي المستمر لوقف القتال.
إلى جانب ذلك، يتعين على الرئيس الجديد للمفوضية الأفريقية تسريع الإصلاحات المؤسسية التي بدأت في عام 2017 لضمان تنفيذ قرارات الاتحاد الأفريقي، بما في ذلك تعزيز دور مجلس السلم والأمن، ومتابعة تنفيذ توصيات القمم السابقة.
ويمثل توفير الدعم الإنساني لملايين المتضررين تحديا كبيرا، خاصة مع تزايد الكوارث المناخية والهجرات الجماعية. كما يعد تعزيز التكامل الاقتصادي عبر تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية، ودعم الاقتصادات الهشة من خلال إصلاح السياسات المالية وتقديم المساعدات، من أبرز التحديات التي تواجه الرئيس الجديد.
علاوة على ذلك، يواجه يوسف تحدي مكافحة الفساد داخل هياكل الاتحاد، ووضع آليات رقابة صارمة لضمان الشفافية والحوكمة الرشيدة وإدارة فعالة للموارد بما يعزز ثقة الدول الأعضاء والمواطنين الأفارقة في الاتحاد الأفريقي.
وفي القمة ذاتها، انتُخبت الجزائرية سلمى مليكة الحدادي نائبة لرئيس المفوضية للفترة 2025-2028، خلفا للرواندية مونيك نسانزاباغانوا. كما تولى الرئيس الأنغولي جواو مانويل جونكالفيس لورينكو الرئاسة الدورية للاتحاد، خلفا للموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني.