جيبوتي / مقديشو برس / بقلم الصحفي أحمد محمد أحمد
في خطابه الذي بثه التلفزيون الجيبوتي الرسمي، سلط محمود علي يوسف، وزير الخارجية الجيبوتي والدبلوماسي المخضرم، الضوء على رؤيته لإفريقيا في 15 فبراير 2025. يظهر يوسف، الذي يمتلك أكثر من 30 عامًا من الخبرة في المجال الدبلوماسي والتعاون الدولي، كمرشح قوي لقيادة الاتحاد الإفريقي نحو مستقبل مشرق. في خطابه الموجه للقادة الأفارقة، استعرض يوسف تحديات القارة وكيف يمكن تحويلها إلى فرص حقيقية للتقدم.
الرؤية: إفريقيا متكاملة، مسالمة ومزدهرة
يطمح محمود علي يوسف إلى بناء إفريقيا متكاملة، حيث يكون السلام والازدهار جزءًا لا يتجزأ من الواقع اليومي لمواطني القارة. ويؤمن يوسف أن التحول من التحديات إلى الفرص ممكن بفضل العمل الدولي التعاوني، ما يعزز كتابة فصل جديد في تاريخ إفريقيا يتعامل مع القضايا المعقدة التي تؤثر في الأمن والاقتصاد وحياة شعوبها.
الأولويات الاستراتيجية: خطة لتحقيق الازدهار الإفريقي
1. السلام والأمن
يضع يوسف تعزيز السلام والأمن في إفريقيا في مقدمة أولوياته. وأكد على ضرورة تقوية مجلس السلم والأمن الإفريقي، وضمان تنفيذ قراراته بشكل فعال، بالإضافة إلى تعزيز آلية الإنذار المبكر وتفعيل القوات الإقليمية لتجنب الأزمات.
2. الحكم والديمقراطية
يركز يوسف على جعل الحكم الديمقراطي هو القاعدة في إفريقيا، من خلال تعزيز المؤسسات الشفافة والشاملة التي تضمن العدالة وسيادة القانون. كما يسعى لتعزيز المشاركة المدنية الفعالة وتقوية آلية التقييم من قبل الأقران.
3. الاندماج الاقتصادي
يؤمن يوسف بأن تسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية أمر أساسي للاندماج الاقتصادي. كما يولي اهتمامًا خاصًا بتطوير البنية التحتية عبر الحدود وزيادة التجارة البينية، بالإضافة إلى دعم الاقتصاد الرقمي والطاقة المتجددة.
4. الصحة والتعليم
يشدد يوسف على ضرورة توفير التغطية الصحية الشاملة لجميع الأفارقة، مع تقوية مركز مكافحة الأمراض في إفريقيا لمكافحة الأزمات الصحية. كما يطرح برامج مثل “إيراسموس الإفريقي” لتعزيز مهارات الشباب وتحضيرهم للتحديات المستقبلية.
5. المناخ والبيئة
يوصي يوسف بإنشاء صندوق أخضر إفريقي لتمويل التحول الطاقي في القارة، بالإضافة إلى دعم مشاريع بيئية مثل السور الأخضر العظيم. كما يدعو لتطوير سوق إفريقي للكربون مع حماية التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية.
6. الشباب والنساء
يرى يوسف أن العقد 2025-2035 يجب أن يكون عقدًا للشباب، من خلال تعزيز التعليم الجيد والتدريب المهني. كما يدعم النساء عبر صناديق لدعم المشاريع النسائية وتخصيص حصص في الشركات، بالإضافة إلى اتخاذ تدابير لمكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي.
7. الشتات
يؤكد يوسف على أهمية تعزيز دور الشتات الإفريقي في الخارج، الذي يعتبره “المنطقة السادسة” لإفريقيا. ويقترح إنشاء جواز سفر خاص بالشتات وتنظيم منتديات سنوية لتعزيز الروابط الثقافية والاقتصادية بين الشتات والقارة.
8. الزراعة والأغذية
يدعو يوسف إلى تحديث البنية التحتية الزراعية وتعزيز الابتكار الزراعي، بهدف تحويل الموارد المحلية إلى منتجات غذائية ذات قيمة مضافة مما يعزز الأمن الغذائي في القارة.
9. الصناعة والابتكار
يشدد على أهمية التصنيع الأخضر وتعزيز الصناعات المستدامة من خلال تجمعات صناعية إقليمية ودعم الابتكار التكنولوجي. كما يسعى إلى دعم الشركات الناشئة لزيادة قدرة القارة التنافسية على الساحة العالمية.
10. الثقافة والتراث
يولي يوسف اهتمامًا بحماية اللغات الإفريقية ودعم الفنانين المحليين، بالإضافة إلى إطلاق متحف افتراضي للكنوز الثقافية الإفريقية لتعزيز التراث الثقافي.
11. التقنيات الحديثة
يدعو يوسف إلى إنشاء مراكز تكنولوجية عبر القارة وتوفير الإنترنت لجميع المناطق لتحقيق التحول الرقمي في إفريقيا، مع دعم الابتكار من خلال تمويل الشركات الناشئة.
قيادة من أجل إفريقيا مزدهرة
في ختام خطابه، أكد محمود علي يوسف أن إفريقيا تمتلك جميع المقومات التي تجعلها قادرة على النجاح والازدهار. ولكنه شدد على أن هذا النجاح يتطلب قيادة قوية ذات خبرة وديناميكية. ودعا إلى الوحدة والعمل الجماعي لبناء قارة موحدة وقوية قادرة على مواجهة المستقبل بكل تحدياته.
“انضموا إلي في هذه المهمة من أجل إفريقيا موحدة وقوية”، كانت رسالة محمود علي يوسف، مشيرًا إلى أن النجاح يتطلب التفاني والعمل المشترك من جميع الأفارقة.