مقديشو برس
تسلّم عبدالسلام عبدي علي رسميًا مهامه وزيرًا للشؤون الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الفيدرالية الصومالية، ليُضاف اسمه إلى قائمة من تولوا هذا المنصب الرفيع منذ استقلال البلاد عام 1960، في وقت تتزايد فيه التحديات الإقليمية والدولية التي تواجه البلاد، وسط تطلعات لتعزيز الحضور الصومالي على الساحة العالمية.
تتمحور أجندة عبدالسلام حول تعزيز العلاقات مع دول الجوار، وبناء شراكات استراتيجية مع الكتل الإقليمية، مع ضمان حماية المواطنين الصوماليين في الخارج وتعزيز دور البلاد في جهود السلام الإقليمي.
وفي أولى تصريحاته، قال: “نعمل على تعزيز العلاقات الدبلوماسية المبنية على التوازن والتفاهم، وسنسعى لحماية حقوق المواطنين الصوماليين أينما وجدوا، كما نحرص على أن تضطلع الصومال بدورها الكامل في جهود إحلال السلام في المنطقة والعالم.”
بتوليه حقيبة الخارجية، يسير عبدالسلام على خطى أعلام السياسة الخارجية الصومالية، من عبد الله عيسى محمود، أول وزير خارجية بعد الاستقلال، إلى عمر عرتي غالب، الذي شغل المنصب مرتين إلى جانب رئاسة الحكومة، وفوزية يوسف حاج آدم، أول امرأة تتولى المنصب، والتي أعادت الحضور الصومالي إلى المحافل الدولية بعد سنوات من العزلة.
ويأتي تعيين عبدالسلام في هذا المنصب مدفوعًا بخبرة طويلة في العمل التنفيذي؛ إذ سبق أن شغل منصب وزير الأشغال العامة، ونائب رئيس الوزراء، ما أكسبه فهمًا معمقًا لقضايا السياسة الإقليمية والدبلوماسية متعددة الأطراف.
تتزامن تعيين عبدالسلام الواجهة الدبلوماسية مع مرحلة مفصلية من صعود الدور الخارجي للصومال، التي انضمت مؤخرًا إلى مجموعة دول شرق إفريقيا (EAC)، وانتُخبت كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي للفترة 2025–2026. كما تحتفظ الصومال بعضوية نشطة في كل من الاتحاد الإفريقي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومنظمة الإيغاد، إلى جانب الأمم المتحدة.
هذا الزخم الدبلوماسي يمنح وزارة الخارجية الصومالية ثقلاً متزايدًا، ويضع على عاتق الوزير الجديد مسؤوليات متنامية لإعلاء صوت البلاد في المحافل الدولية، والدفاع عن مصالحها في بيئة دولية شديدة التنافسية.