دبي / مقديشو برس/ وكالات
ألقى رئيس صوماليلاند (الانفصالية) ، عبدالرحمن محمد عبدالله (عرو)،، كلمته في القمة العالمية للحكومات 2025 في دبي، حيث ركز على مجموعة من القضايا الاستراتيجية والتنموية التي تهم صوماليلاند ومنطقة القرن الإفريقي.
الاعتراف الدولي:
أكد عبدالرحمن عرو أن الاعتراف الدولي بصوماليلاند يمثل خطوة أساسية نحو استقرار المنطقة. وأوضح أن الاعتراف ليس مجرد إجراء سياسي، بل هو شرط ضروري لضمان السلام والاستقرار على المدى الطويل. ووجه دعوته إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليكون لها الدور الريادي في الاعتراف الرسمي بأرض الصومال، قائلاً: “نأمل أن تكون الولايات المتحدة هي أول دولة تعترف رسميًا بأرض الصومال، فهذا الاعتراف ليس فقط مسألة سياسية بل يشكل أساسًا قويًا لتحقيق الاستقرار في منطقتنا.”
الموقع الاستراتيجي لصوماليلاند :
أشار الرئيس إلى الموقع الجغرافي الفريد لصوماليلاند على سواحل البحر الأحمر وخليج عدن، مما يجعلها نقطة محورية للتجارة العالمية. وذكر أن ميناء بربرة، الذي يتمتع بموقع استراتيجي بالغ الأهمية، لعب دورًا رئيسيًا في التجارة العالمية خلال الحرب الباردة، حيث كان له استخدام مزدوج من قبل الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. وقال :”صوماليلاند تتمتع بخط ساحلي يمتد على مسافة 850 كيلومترًا على خليج عدن، وهو موقع استراتيجي لا يقدر بثمن. ميناء بربرة كان ذات أهمية بالغة في زمن الحرب الباردة، حيث استخدمه كل من السوفييت والأمريكيين، مما يبرز قيمته الاستراتيجية.”
التعاون الإقليمي مع إثيوبيا:
تحدث الرئيس عرو عن أهمية تعزيز التعاون التجاري والإقليمي مع إثيوبيا، مشيرًا إلى أن اتفاقية تجارية وعبور حاسمة بين الجانبين ستتم في نهاية العام 2025. وأكد أن التعاون الإقليمي مع إثيوبيا يشكل جزءًا من استراتيجية صوماليلاند لتعزيز النمو الاقتصادي في المنطقة.
الرؤية الاقتصادية لصوماليلاند :
سلط الرئيس الضوء على الفرص الاقتصادية التي توفرها صوماليلاند من خلال موقعها الاستراتيجي، والموارد الطبيعية، وروح الريادة لدى شعبها. وأكد أن التجارة والاستثمار في البنية التحتية ستكون محركًا رئيسيًا للنمو المستدام في البلاد. وقال:“صوماليلاند تمتلك إمكانيات هائلة للتحول الاقتصادي، وذلك بفضل موقعها الاستراتيجي، ومواردها الطبيعية، وروح ريادة الأعمال لدى مواطنيها. نحن ملتزمون بتعزيز هذه العوامل لتحقيق نمو اقتصادي مستدام.”
التعاون مع الإمارات:
أكد عرو على أن علاقات صوماليلاند مع الإمارات، وخاصة في قطاعات التجارة واللوجستيات والبنية التحتية، تمثل فرصًا كبيرة للتنمية المستدامة. وأضاف أن استثمارات الإمارات في ميناء بربرة، من خلال موانئ دبي العالمية، تعكس الثقة الكبيرة في قدرة صوماليلاند على أن تصبح مركزًا تجاريًا إقليميًا. وقال: “إماراتنا الشقيقة تمثل شريكًا استراتيجيًا هامًا في تحقيق رؤيتنا الاقتصادية، واستثمارات موانئ دبي في ميناء بربرة تؤكد هذه الثقة.”
ما هي قمة الحكومات العالمية؟
القمة العالمية للحكومات هي منصة دولية رائدة تجمع قادة العالم من رؤساء الدول والحكومات، ووزراء، ومسؤولين من المنظمات الدولية، بالإضافة إلى قادة القطاع الخاص، بهدف مناقشة أبرز القضايا العالمية الملحة وتبادل الأفكار والحلول في مجالات الحوكمة، التحول الرقمي، التنمية المستدامة، والتعاون بين القطاعين العام والخاص.
تُعقد القمة سنويًا في دبي، الإمارات العربية المتحدة، وتعد منتدى عالميًا يهدف إلى استشراف مستقبل الحوكمة العالمية وتطوير السياسات العامة، حيث تناقش القمة تحديات عالمية مثل الاستقرار الاقتصادي، التغير المناخي، الأزمات الإنسانية، الأمن الرقمي، والتحول الاجتماعي.
تأسست القمة العالمية للحكومات في عام 2013 تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”. ومنذ ذلك الحين، عملت المؤسسة وقيادتها على توسيع نطاق مهمتها المتمثلة في استشراف حكومات المستقبل وبناء مستقبل أفضل للبشرية، ومن خلال التعاون مع مجتمعها من الشركاء والأعضاء، نجحت القمة العالمية للحكومات في تأسيس نموذج جديد للتعاون الدولي يهدف إلى إلهام وتمكين الجيل القادم من الحكومات.