توفي الشيخ محمد جاج يوسف أحد أشهر علماء الصومال ونائب رئيس المحكمة العليا الأسبق في البلاد، وعضو سابق في مجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي وعمل فترة طوية أيضا مع رابطة العالم الإسلامي توفي الشيخ محمد في العاصمة الصومالية مقديشو ليلة الجمعة 29-12-2024 عن عمر ناهز 85 عاما.
وبعد صلاة الجمعة في مسجد التضامن الإسلامي في العاصمة مقديشو أداء آلاف من المصلين صلاة الجنازة عليه يتقدمهم وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ مختار ربو والسياسيين أعضاء في البرلمان ، والعلماء ومحبي الشيخ.
وفي هذه المناسبة الحزينة تقدم أسرة مقديشو برس للأمة الصومالية وأسرة الفقيد وأصدقاء الشيخ محمد حاج يوسف بالغ التعازي، وصادق المواساة، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الشيخ محمد جاج يوسف واسع رحمته ومغفرته، ويسكنه فسيح جناته، إنا لله وإنا إليه راجعون”.
نبذة عن فضيلة الشيخ – رحمه الله
بقلم نجله بقلم الدكتور عبد الولي شيخ محمد حاج يوسف
هو الشيخ محمد حاج يوسف أحمد إسماعيل مبارك
ولد الشيخ الوالد محمد حاج يوسف عام 1938م تقريبا في منطقة جلجدود في مكان يسمى بورو (Buuro)والتي تقع غربي مدينة عابدواق بالصومال.
نشأ وترعرع في بيت علم ودين٬ فأبوه وأجداه كانوا علماء ومربين
حفظ القرآن الكريم قبل أن يبلغ سن البلوغ وتعلم في تلك السنوات وبعدها مبادئ الإسلام في العقيدة والفقه الشافعي على يد والده وعلى مشايخ آخرين في تلك المنطقة رحمهم الله تعالى جميعا.
ثم انتقل لطلب العلم بين مدن عديدة في الصومال ومن بينها دولو٬ لبشلندي٬ لوق٬ بارطيري٬ مقديشو٬ بلدويني٬ وأهم المواد التي درسها فيما بين عامين ١٩٥٦م و١٩٦١م هي الفقه الإسلامي والعقيدة والعلوم العربية التي كانت متوفرة في تلك المدن.
وفي أوائل الستينات من القرن الميلادي المنصرم التحق بالمعهد الديني التابع للأزهر الشريف في مقديشو٬ فأصبح الأول في دفعته في المرحلة الإعدادية.
ثم سافر إلى القاهرة في أواخر عام ١٩٦٥م بمنحة دراسية من الأزهر الشريف لتفوقه٬ فالتحق بمعهد البعوث الإسلامية٬ وكانت الدراسة في المرحلة الثانوية بمعهد البعوث خمس سنوات٬ ولكن بعد إجراء اختبار تحديد المستوى للطلاب٬ فاز الوالد وطالب آخر من ليبيا الالتحاق بالسنة الأخيرة من الثانوية لتفوقهما. ولم يتوقف نبوغه إلى هذا المستوى وإنما حاز المركز الثاني في الاختبارات النهائية في سنة التخرج٬ وهذا يدل على نبوغه وتفوقه على أقرانه في سن مبكر.
ثم التحق بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر عام ١٩٦٦م- ١٩٦٧
ونظرا لظروف حرب عام 1967م سافر إلى السودان ليلتحق بجامعة أم درمان وحصل على درجة البكالوريوس عام ١٩٦٩م.
وفي عام 1969م. وصل الوالد العاصمة الصومالية مقديشو.
الوظائف والمسؤوليات
بعد تخرجه كان همه أن يلتحق بوزارة التربية والتعليم ولكن لم يتح له الفرصة٬ فشاء القدر أن ينخرط في سلك وزارة العدل والشؤون الإسلامية.
ففي عام ١٩٧٠م عين في دائرة الشؤون الإسلامية بوزارة العدل والشؤون الإسلامية في الصومال بوظيفة الإشراف على الوعظ والإرشاد في تلك الدائرة.
وفي عام ١٩٧٣م نقل إلى القضاء ٬ ولم يكن هذا النقل والتعيين بالمحسوبية وإنما نتيجة اجتيازه اختبار التصفية لمتقدمي وظيفة القضاء٬ فأصبح الأول في ذلك الاختبار لتمكنه بالفقه والفرائض.
وفي عام ١٩٧٣م أصبح قاضيا في محكمة هرجيسا العاصمة الثانية للصومال٬ وظل في هذا المنصب حتى عام نهاية عام ١٩٧٤م.
وفي عام ١٩٧٥م عين قاضيا في مدينة جوهر
وفي عام ١٩٧٦م عين مستشارا في المحكمة العليا
ثم في عام ١٩٧٨م عين نائبا لرئيس المحكمة العليا
وفي عام ١٩٧٩م أصبح رئيس المحكمة العليا بالنيابة٬
وفي نهاية عام ١٩٧٩تم تعينه نائب محكمة الأمن القومي والتي كان يرأسها آنذاك الأستاذ محمود جيلي والتي كانت مختصة بالإعدامات السياسية. عندها قرر الوالد ترك القضاء وطلب الإعفاء من فخامة رئيس الحكومة.
وفي أواخر عام ١٩٨٠م عين ليكون مدير مكتب رابطة العالم الإسلامي المزمع إنشاؤه آنذاك في الصومال٬ وقد قبل التعيين من معالي الأمين العام للرابطة آنذاك الشيخ محمد علي الحركان رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته. وبهذا أصبح أول مدير لمكتب الرابطة في الصومال٬ وتحقق على يديه إنشاء وفتح المكتب وتنظيمه ليؤدي رسالته المنشودة.
وفي أواخر عام 1984 نقل إلى بنين غرب أفريقيا ليكون مديرا لمركز فيصل الإسلامي في كوتونو عاصمة بنين٬ وأثناء رئاسته لذلك المركز أنشأ مركز فيصل الإسلامي الثاني في مدينة بوركونوفو العاصمة التجارية لبنين.
وقد ظل الشيخ الوالد محمد حاج يوسف مع رابطة العالم الإسلامي من ١٩٨٠- ١٩٨٧م مؤسسا ومديرا وداعية في بعض مكاتبها في الصومال وفي بنين٬ حتى انتهت علاقته الوظيفية مع الرابطة في أواخر عام ١٩٨٧م.
وفي عام ١٩٨٨م رجع إلى الصومال٬ فانضم إلى هيئة التدريس بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالجامعة الوطنية بالصومال٬ حيث كان يدرس الأدب العربي حتى أواخر عام ١٩٩٠م.
وفي عام ١٩٩٠م أنشأ جمعية التكافل الإسلامية مع مجموعة آخرين من المثقفين والتجار في مقديشو٬ ولكن هذه الجمعية لم يكتب لها النجاح بسبب اندلاع الحرب الأهلية في الصومال.
وفي أواخر شهر يناير عام ١٩٩١م انتقل مع عائلته إلى إقليم جدو في جنوب غرب الصومال بسبب الحروب الأهلية التي اندلعت في مقديشو٬ وفي هذا العام أنشأ فرع حركة الاتحاد الإسلامي في ذلك الإقليم
وفي عام1993 أسس المؤسسة الخيرية للإغاثة والتعليم وأصبح رئيسا لمجلس إدارة المؤسس
وفي أوائل عام ٢٠٠١م أصبح عضوا في مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي ممثلا الجمهورية الصومالية الفيدرالية. وهذا المجمع يضم كوكبة من الفقهاء والعلماء والمفكرين في شتى مجالات المعرفة من فقهية وثقافية وعلمية واقتصادية من أنحاء العالم الإسلامي لدراسة مشكلات الحياة المعاصرة والاجتهاد فيها اجتهاداً أصيلاً فاعلاً بهدف تقديم الحلول النابعة من التراث الإسلامي والمنفتحة على تصور الفكر الإسلامي لتلك المشكلات.
المؤتمرات التي شارك فيها الشيخ
مؤتمر المراكز الإسلامية الذي انعقد في الرباط عاصمة المغرب عام ١٩٧١م
مؤتمر تأسيس الندوة العالمية للشباب الإسلامي الذي انعقد في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية أواخر عام ١٩٧٢م.
مؤتمر الحوار المسيحي الإسلامي الذي انعقد في طرابلس عاصمة ليبيا عام ١٩٧٦م تقريبا.
مؤتمرات مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي ……
الدورة الرابعة عشرة8 – 13ذو القعدة 1423هـالموافق11 – 16 كانون الثاني (يناير) 2003م في الدوحة (قطر)
الدورة الخامسة عشرة14 – 19 المحرم 1425هـالموافق6 – 11 مارس 2004م في مسقط (سلطنة عُمان)
الدورة السادسة عشرة30 صفر – 5 ربيع الأول 1426هـالموافق9 – 14 نيسان (إبريل) 2005م في دبي (دولة الإمارات العربية المتحدة)
الدورة السابعة عشرة28 جماد الأولى – 2 جماد الآخرة 1427هـالموافق24 – 28 حزيران (يونيو) 2006م في عمّان (المملكة الأردنية الهاشمية)
الدورة الثامنة عشرة24– 29 جمادى الآخرة 1428هـالموافق9 – 14 يوليو 2007م في بُوتْراجايا (دولة ماليزيا)
الدورة التاسعة عشرة1 – 5 جمادى الأولى 1430هـالموافق26 – 30 نيسان (إبريل) 2009م في مارة الشارقة (دولة الإمارات العربية المتحدة)
الدورة العشرون26 شوال – 2 ذو القعدة 1433هـالموافق13 – 18 سبتمبر (أيلول) 2012م في وهران (الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية)