مقديشو برس/ رويترز
في تطور لافت يعكس التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في منطقة القرن الإفريقي، أعلنت وزارة الخارجية التايوانية أن الحكومة الصومالية فرضت حظرًا على دخول حاملي جوازات السفر التايوانية، في خطوة قالت تايبيه إنها جاءت نتيجة ضغوط مباشرة من الصين، على خلفية تعزيز العلاقات بين تايوان وصوماليلاند.
ووفقًا لبيان رسمي صادر مساء الثلاثاء، أوضحت وزارة الخارجية التايوانية أن هيئة الطيران المدني الصومالية أصدرت إشعارًا الأسبوع الماضي ينص على منع دخول المواطنين التايوانيين اعتبارًا من يوم الأربعاء، وذلك بحجة الالتزام بقرار الأمم المتحدة رقم 2758 الصادر عام 1971، والذي منح الحكومة الصينية في بكين مقعد الصين في المنظمة الدولية.
وقالت الخارجية التايوانية إنها قدّمت “احتجاجًا رسميًا وشديد اللهجة” على ما وصفته بأنه “انتهاك لحرية وأمن مواطنيها”، مطالبة مقديشو بالتراجع عن القرار فورًا، ومؤكدة أن القرار الأممي لا يتطرق إلى الوضع القانوني لتايوان، وأن بكين “تفسره بشكل خاطئ” لخدمة مصالحها السياسية.
من جهتها، رحّبت الصين بالقرار الصومالي، واعتبر المتحدث باسم وزارة خارجيتها قوه جياكون أن ما قامت به مقديشو “خطوة مشروعة تحمي سيادة الصومال”، وتؤكد “التزامه الثابت بمبدأ الصين الواحدة”، مضيفًا أن بلاده “ترفض بشدة” إقامة أي علاقات رسمية بين تايوان وصوماليلاند.
ويُشار إلى أن الصين والصومال يتشاركان موقفًا مبدئيًا يقوم على رفض النزعات الانفصالية، إذ تتمسك بكين بسياسة “الصين الواحدة” التي تعتبر تايوان جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، فيما ترفض مقديشو أي اعتراف باستقلال صوماليلاند، وتؤكد تمسكها بوحدة الأراضي الصومالية ضمن سياسة “الصومال الواحد”.
وكانت تايوان وصوماليلاند قد أقامتا مكاتب تمثيلية متبادلة في عام 2020، وهو ما أثار غضبًا في كل من بكين ومقديشو، خاصة أن صوماليلاند – التي أعلنت انفصالها عن الصومال عام 1991 – لا تحظى باعتراف دولي واسع، لكنها تنعم باستقرار نسبي مقارنة ببقية أنحاء الصومال التي شهدت عقودًا من الصراع والاضطراب.
هذه الخطوة تعيد تسليط الضوء على الصراع الصيني التايواني، ولكن هذه المرة عبر البوابة الإفريقية، حيث تتقاطع المصالح الدولية والإقليمية بشكل متزايد، في وقت تحاول فيه تايوان كسر عزلتها الدبلوماسية، بينما تواصل الصين تعزيز نفوذها في القارة السمراء، بدعم من دول تتبنى مواقف مماثلة تجاه قضايا السيادة والانفصال.