مقديشو برس/ وكالة صونا
وقد عقد الرئيسان جلسة مباحثات تم خلالها تأكيد قوة ومتانة العلاقات التاريخية بين مصر والصومال، والحرص المشترك على تدعيمها على مختلف الأصعدة، والبناء على نتائج زيارة رئيس الجمهورية الأخيرة لمصر في يناير الماضي.
وخلال اللقاء، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي ، موقف مصر الداعم لوحدة وسيادة الصومال على أراضيه، والرافض لأي تدخل في شئونه الداخلية.
كما رحب الرئيسان بالخطوات المتبادلة بين الدولتين لتعميق التعاون الثنائي، ومن بينها إطلاق خط طيران مباشر بين القاهرة ومقديشيو، وافتتاح السفارة المصرية في مقرها الجديد بالعاصمة الصومالية مقديشيو، فضلاً عن التوقيع – خلال زيارة الرئيس الصومالي لمصر – على بروتوكول التعاون العسكري بين الدولتين.
وأعرب رئيس الجمهورية الدكتور حسن شيخ محمود، عن التقدير لدعم مصر المتواصل لبلاده على مدار العقود الماضية، مشدداً على حرص الصومال على المزيد من تعزيز الروابط الاقتصادية والأمنية والسياسية مع مصر خلال الفترة المقبلة، ومثمناً دور الهيئات المصرية المختلفة في بناء قدرات الكوادر الصومالية في مختلف المجالات.
وشهد اللقاء أيضا التباحث حول مُختلف الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك، حيث تم التوافق على تكثيف التشاور والتنسيق خلال الفترة المُقبلة، لمواصلة العمل على إرساء الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.
كما شهد الرئيسان عقب المباحثات مراسم التوقيع على بروتوكول التعاون العسكري بين البلدين، كما عقدا مؤتمراً صحفياً مشتركاً.
الشؤون الخارجية بين البلدين
أجرى معالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدوليي، معالي أحمد معلم فقي أحمد، في الـ14 أغسطس الجاري، اجتماعاً ثنائياً في القاهرة مع وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، معالي الدكتور بدر عبد العاطي ، وبحث معه سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتعميق التعاون بين البلدين الشقيقين، فضلاً عن آخر التطورات في المنطقة.
وأعرب الوزير أحمد فقي عن امتنانه لحفاوة الاستقبال التي لقيها خلال زيارته لمصر، مثمنا أهمية مصر التاريخية باعتبارها مهد الحضارة، متشكراً على إعادة افتتاح المقر الجديد لسفارة جمهورية مصر العربية في مقديشو، كما أعرب عن تطلعه إلى الإطلاق الوشيك لفرع بنك مصر في الصومال.
ومن جانبه، أكد الوزير عبد العاطي دعم مصر الكامل لوحدة الصومال وسيادته على أراضيه ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية، مبرزاً استعداد مصر للمشاركة في بعثة حفظ السلام في الصومال بما يعكس رغبة الأشقاء الصوماليين.
وتناول اللقاء مجالات التعاون المختلفة بما في ذلك الأبعاد السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، حيث اتفق الجانبان على تفعيل اللجنة الوزارية المشتركة ودعم القدرات الصومالية في المجالات الرئيسية بما في ذلك بناء القدرات الدبلوماسية مع الالتزام بتكثيف التنسيق لإعداد برامج تدريبية مخصصة في المعهد المصري للدراسات الدبلوماسية لتلبية احتياجات وأولويات الصومال المحددة.
كما تطرقت المناقشات إلى تعزيز العلاقات التجارية وتنظيم منتديات الأعمال لتعزيز فرص الاستثمار في السوقين مع استكشاف استيراد الأدوية والمنتجات المصرية بأسعار تنافسية وتصدير الثروة الحيوانية الصومالية بالإضافة إلى استعراض توسيع وزيادة برامج المنح الدراسية سواء في الأزهر الشريف أو في الجامعات الحكومية والخاصة.
واختتم اللقاء بأجواء إيجابية مفعمة بالتفاؤل لتحقيق التضامن السياسي والتكامل الاقتصادي بين البلدين الشقيقين.
الشؤون الدفاعية
وفي اليوم التالي من لقاء الرئيسين، التقى السيد عبد القادر محمـد نور وزير الدفاع بجمهورية الصومال الفيدرالية والوفد المرافق له، الفريق أول عبدالمجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى المصري، وذلك بمقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع المصرية
وتناول اللقاء مناقشة آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الأمن والاستقرار داخل القارة الإفريقية.
وأعرب وزير الدفاع بجمهورية الصومال الفيدرالية عن تقديره لعمق الروابط والعلاقات التى تجمع بين البلدين الشقيقين.
ومن جانبه أكد القائد العام للقوات المسلحة المصرية اعتزازه بالعلاقات المتميزة التى تربط القوات المسلحة لدولتى مصر والصومال.
وتعليقا على زيارة رئيس الجمهورية لمصر، أشاد السفير علي عبدي أواري سفير جمهورية الصومال الفيدرالية لدى مصر والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، بمخرجات القمة المصرية الصومالية التي عقدت بالقاهرة بين فخامة الدكتور حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية ، والتي شهدت توقيع اتفاق دفاعي مشترك بين مصر والصومال ، موجها الشكر للرئيس السيسي قائلا “نحن ممتنون لتعهد مصر بأن تكون من أوائل الدول التي تنشر قوات لدعم الجيش الصومالي بعد انسحاب قوات الاتحاد الأفريقي الحالية”.
وقال سفير الجمهورية بالقاهرة في بيان له ، اننا نرحب بنتائج هذه القمة والتي تمثل دفعة كبيرة للعلاقات المصرية الصومالية ، مؤكدا أهمية اتفاقية الدفاع المشتركة التي تم توقيعها اليوم لمنع “الفراغ الأمني” في الصومال في المرحلة الانتقالية بعد انتهاء مهمة قوات الاتحاد الأفريقي.
وأشار السفير الصومالي إلى أن الصفقة تتضمن التدريب ودعم المعدات والعمليات المشتركة بين قوات البلدين.
كما ثمن السفير الصومالي موقف مصر الداعم لوحدة وسيادة الصومال على أراضيه ، والرافض لأي تدخل في شئونه الداخلية.
فتح سفارة القاهرة في مقديشو
افتتحت جمهورية مصر العربية، في الـ13 أغسطس للعام الجاري، المقر الجديد لسفارتها في مقديشو، في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين.
ويأتي هذا الافتتاح في إطار اهتمام القيادة السياسية والدولة المصرية بتعميق التعاون مع جمهورية الصومال الفيدرالية، حيث يُعد افتتاح المقر الجديد للسفارة نقطة تحول هامة نحو دعم العلاقات الثنائية وفتح آفاق جديدة للتعاون في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وفي هذا السياق، تسعى مصر والصومال إلى الارتقاء بمستوى العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، خاصة بعد تدشين خط طيران مباشر لشركة مصر للطيران بين القاهرة ومقديشو في يوليو 2024م.
انطلاقة خط طيران مصر مباشر
وفي 12 يوليو 2024، تم إطلاق خط طيران مباشر بين الصومال ومصر، وهو ما يعتبر لحظة محورية في تعزيز العلاقات بين البلدين.
كما جرى الاحتفال بهذا الحدث في مطار آدم عبد الله الدولي في مقديشو، بحضور شخصيات بارزة من كلا البلدين، بما في ذلك وزيرة النقل والطيران المدني الصومالية ووزير الطيران المدني المصري.
هذا الخط الجديد من المتوقع أن يعزز النمو الاقتصادي، ويزيد من السياحة، ويجذب الاستثمار بين البلدين، كما سيساهم في تعزيز التجارة والتبادلات الثقافية والتعليمية.
وفي 20 يوليو 2024، وافق مجلس الوزراء بجمهورية الصومال الفيدرالية، على اتفاقية للدفاع المشترك مع مصر، استنادًا إلى تفاهمات سابقة تم التوصل إليها في يناير من نفس العام.
وتهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، بما في ذلك مكافحة الإرهاب وتأمين البحر الأحمر. كما تشمل الاتفاقية تقديم مصر دعمًا لوجستيًا وتدريبيًا للقوات الصومالية، مما يعزز من قدرات الصومال في مواجهة التحديات الأمنية الداخلية والخارجية.
وتمتاز علاقات الصومال ومصر بالمتانة والتنوع ، حيث تجمع بين التعاون الوثيق في مجالات مختلفة والتحديات المرتبطة بالاستقرار الإقليمي.
تاريخياً، حافظت مصر، على علاقة إيجابية مع الصومال مدفوعة بالمصالح المشتركة في الأمن والاستقرار الإقليمي، والتعاون التنموي والمساعدات الإنسانية.
ومنذ استقلال الصومال عام 1960، تطورت العلاقات بين البلدين لتشمل جوانب مختلفة مثل التنمية، والأمن، والثقافة.
الجدير بالذكر، أن جمهورية الصومال الفيدرالية تلعب دورا كبيرا في التحكم بمضيق باب المندب، وخليج عدن.