أديس أبابا / مقديشو برس/ وكالات
أعلنت إثيوبيا والمغرب عن تعزيز تعاونهما العسكري عقب مباحثات رفيعة المستوى جمعت مسؤولي البلدين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وجاء اللقاء بين رئيس أركان قوات الدفاع الوطني الإثيوبية، المشير برهانو جولا، والوفد المغربي برئاسة الفريق أول محمد بريد، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية وقائد المنطقة الجنوبية، امتدادًا لمشاورات سابقة عُقدت في أديس أبابا والرباط، مما أسهم في ترسيخ الشراكة العسكرية بين الجانبين.
وأكد المشير برهانو أهمية هذه الحوارات، معتبراً أنها تشكل “فرصة لا تقدر بثمن لاستكشاف وتوسيع مجالات التعاون المشترك بما يعزز الاستقرار والأمن الإقليميين”.
وتركزت المباحثات على عدة محاور رئيسية، أبرزها تبادل المعرفة في مجالات نقل التكنولوجيا والأمن السيبراني، إلى جانب تطوير القدرات الجوية والبحرية لكلا البلدين.
وفي إطار الزيارة، تفقد الوفد المغربي مصنع “هوميشو” لهندسة الذخائر وقاعدة القوات الجوية الإثيوبية، حيث اطلع على القدرات الدفاعية والبنية التحتية العسكرية الإثيوبية.
وخلال الزيارة، أشاد الفريق أول محمد بريد بالدور التاريخي الذي لعبته إثيوبيا، واصفًا إياها بأنها “رمز للحرية الإفريقية”، مشيرًا إلى ثقلها الاستراتيجي ومكانتها السياسية على الساحة القارية.
وتطرقت المباحثات إلى خبرة إثيوبيا الطويلة في المجالات العسكرية المختلفة، ما يجعلها شريكًا محوريًا للمغرب في تعزيز قدرات البلدين الدفاعية.
وأبرز الجانبان أهمية تبادل المعرفة وتطوير التعاون المشترك، مؤكدين أن هذه الشراكة لا تقتصر على تعزيز القدرات الثنائية، بل تمتد لتسهم في جهود تعزيز الأمن والاستقرار عبر القارة الإفريقية.
وفي ظل تصاعد التحديات الأمنية في عدة مناطق إفريقية، اعتبر الطرفان أن التعاون الوثيق بينهما يشكل نموذجًا للعمل الجماعي ومشاركة الموارد لمواجهة التهديدات المتزايدة.
وشمل التعاون مجالات جديدة تتخطى الأطر التقليدية، ليشمل الأمن السيبراني، باعتباره ركيزة أساسية في بيئة التهديدات الحديثة.
وفي ختام الزيارة، أعلن الجانبان عزمهما التوقيع قريبًا على مذكرة تفاهم رسمية، ترسم معالم التعاون المستقبلي بين إثيوبيا والمغرب.
وستتضمن المذكرة بنودًا تنظم التدريبات العسكرية المشتركة، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، بالإضافة إلى فتح آفاق أمام تطوير تقنيات عسكرية مشتركة.
وتُعد زيارة الوفد المغربي خطوة محورية نحو إقامة شراكة عسكرية أكثر ديناميكية بين إثيوبيا والمغرب، وسط توقعات بأن تسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي وترسيخ التعاون بين دولتين محوريتين في القارة الإفريقية.
ويرى مراقبون أن استثمار البلدين في تعزيز قوتهما العسكرية المشتركة من شأنه أن يعزز من دورهما في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة التي تشهدها إفريقيا.