مقديشو برس/ وكالة قنا
تأتي زيارة العمل التي يقوم بها فخامة الرئيس حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة للبلاد حاليا في إطار التشاور المتواصل والتنسيق المستمر بين البلدين، وحرصهما على رعاية وتطوير علاقاتهما الثنائية بما يخدم التطلعات والمصالح المشتركة لشعبيهما الشقيقين.
وتربط قطر والصومال علاقات تاريخية متينة، تقوم على الاحترام المتبادل والتفاهم المشترك والتنسيق في المحافل الإقليمية والدولية، وتستند إلى جملة من الروابط والأسس والمصالح والتطلعات والأهداف المشتركة، تنظمها مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم.
وقد شهدت العلاقات بين البلدين محطات بارزة ومتميزة، أسهمت في ترسيخ مسيرة التعاون الثنائي على درب تحقيق مصالح البلدين، وازدادت العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين متانة ورسوخا في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.
ويحرص قادة الصومال وكبار المسؤولين هناك على زيارة الدوحة بشكل متواصل، من أجل المزيد من التشاور والتنسيق بين قيادتي البلدين حول العلاقات بين الدوحة ومقديشو والقضايا والموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وفي هذا الإطار عقد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وأخوه فخامة الرئيس حسن شيخ محمود، جلسة مباحثات رسمية في الديوان الأميري في شهر مايو من العام الماضي 2023. وفي بداية الجلسة، رحب سمو الأمير المفدى بفخامة الرئيس والوفد المرافق له، مؤكدا سموه الحرص على تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين، والتطلع إلى مزيد من التعاون المشترك.
من جانبه، أعرب فخامة الرئيس الصومالي عن شكره وتقديره لسمو الأمير المفدى على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، معبرا عن اعتزازه بمستوى علاقات التعاون والتنمية بين البلدين الشقيقين ودفعها إلى آفاق أرحب في مجالات متعددة، كما عبر فخامة الرئيس عن شكره وتقديره لسموه على ما تقدمه دولة قطر للشعب الصومالي من دعم تنموي. وجرى خلال الجلسة بحث العلاقات الثنائية بين قطر والصومال، والسبل الكفيلة بدعمها وتطويرها في مختلف مجالات التعاون لا سيما في التنمية والاقتصاد، بما يخدم المصالح والتطلعات المشتركة للشعبين الشقيقين، بالإضافة إلى مناقشة أبرز المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتلعب دولة قطر دورا مهما في تنفيذ العديد من المشاريع الحيوية التنموية، وإعادة البناء والتأهيل في الصومال، مثل بناء الطرق التي تمتد لعشرات الكيلومترات وتربط العاصمة مقديشو بمدن عدة ، مثل مشروع طريق /مقديشو- أفجوي/، ومشروع /مقديشو- جوهر/، وهما طريقان يربطان العاصمة بعدد من المدن، بالإضافة إلى مساهمة دولة قطر في إعادة تأهيل وبناء مقر وزارة التخطيط والاستثمار، وبناء وتأهيل مبنى بلدية مقديشو، فضلا عن مشروعات أخرى من مشاريع البنية التحتية الحيوية، كما تدعم القدرات الأمنية وبرامج التمكين الاقتصادي، وخلق الوظائف للشباب بالصومال.
ومن باب الإيمان بالواجب الإنساني والإسلامي، وبدافع الأخوة الصادقة، قدمت دولة قطر للصومال المساعدات الإنسانية والإغاثية عبر المؤسسات القطرية العاملة في المجال التنموي مثل صندوق قطر للتنمية والهلال الأحمر القطري وقطر الخيرية.
كما تنفذ العديد من المشاريع التنموية والمستدامة وساهمت بشكل كبير في مشاريع لمحو الأمية وتعليم نحو 300 ألف طالب، ومشروع آخر لتمكين الشباب الصومالي اقتصاديا وتوفير فرص عمل لهم في قطاع الصيد، وذلك من أجل تعزيز الاستقرار والأمن والسلام بالصومال، كما دعمت الصندوق الاستئماني من أجل السلام والمصالحة.
وتحرص دولة قطر دوما، وخلال جميع المناسبات ذات الصلة، على التأكيد أنها ستظل داعما أساسيا للصومال وشعبه الشقيق، لتحقيق آماله وتطلعاته لبناء دولته، وضمان مستقبل مزدهر لأجياله القادمة. وانطلاقا من الحرص على تعزيز العلاقات بين الدولتين شاركت دولة قطر في حفل تنصيب فخامة الرئيس الصومالي بوفد رفيع المستوى، ما يعكس قوة وتميز العلاقات بين البلدين، كما تعد دولة قطر من أكبر الداعمين للصومال الشقيق في مجالات متنوعة، لا سيما التعليم والاستثمار في الإنسان الصومالي لمساعدته على المساهمة في بناء بلاده وتطويرها،
حيث تعتبر الدوحة من أكبر المساهمين في خلق مشاريع تنموية في مختلف الأقاليم والمحافظات الصومالية. ويضاف إلى ما سبق أن دولة قطر مشهود لها بخبراتها الطويلة في قضايا الوساطة لحل النزاعات، وقد كان للدبلوماسية القطرية دور إيجابي وفاعل في الوساطة بين الفرقاء في الصومال وكذلك جهود إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الصومال وكينيا، ما يرسخ مكانة قطر وقدرتها على حل الخلافات عبر التفاوض والحوار والوسائل السلمية. وينظر الصومال بتقدير كبير لما يلقاه من دعم أخوي من دولة قطر، ووقوفها معه على مر السنوات الماضية حتى بلغ مرحلة التعافي من الحرب وعدم الاستقرار، وهناك شواهد عدة وبرامج حقيقية تجسد معاني الأخوة القطرية الصومالية الحقة، وتبرهن على الدعم السخي والمتواصل والالتزام الثابت والحرص المطلق من دولة قطر على ازدهار الصومال وأمنه واستقراره. وفي سبتمبر الماضي
وخلال زيارته للدوحة، ثمن دولة السيد حمزة عبدي بري رئيس وزراء جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة مواقف دولة قطر الداعمة لبلاده في مختلف الظروف، مؤكدا أن الشعب الصومالي سيظل يتذكر هذه المواقف القطرية النبيلة بكامل التقدير والاعتزاز. وقال بري في حوار مع وكالة الأنباء القطرية “قنا” إن دولة قطر لم تتوان يوما واحدا في مد يد العون وتقديم الدعم في كافة القضايا وعلى جميع المستويات والمحافل الإقليمية والعالمية، مؤكدا أن التاريخ سيسطر الدور البارز والريادي لدولة قطر وشعبها في حركة النمو والتطور في الصومال والذي يتجلى في دعم الأمن والاستقرار، والنمو الاقتصادي، من خلال دعم برنامج إعفاء الديون، ودعم المشاريع التنموية والبنية التحتية. ويحرص كبار المسؤولين الصوماليين، خلال زياراتهم للدوحة، على مناقشة العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها من جانب القطاعين العام والخاص، ودعم التبادل التجاري وتحفيز الاستثمارات. وتسعى جمهورية الصومال إلى جذب المستثمرين القطريين لإقامة مشروعات يمكن لها أن تدعم التنمية في الصومال، وأن تخلق فرص عمل لشبابه وأبنائه، وهناك قطاعات عديدة يمكن الاستثمار فيها،
خصوصا المشروعات الزراعية والثروتين الحيوانية والسمكية، خاصة أن لدى الصومال سواحل تمتد لأكثر من 3700 كيلومتر، كما يمتلك ما يقارب 8.5 مليون هكتار من الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة، وحوالي 40 مليون رأس من الإبل والغنم والبقر وغير ذلك من الفرص في قطاعات الطاقة والصناعات المختلفة