القاهرة / مقديشو برس
وجه سفير جمهورية الصومال الفيدرالية لدى جمهورية مصر العربية والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، السفير علي عبدي أواري، تهنئة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الجامعة، والتي تصادف 22 مارس من كل عام.
وفي بيان رسمي، أشاد السفير أواري بالدور المحوري الذي تضطلع به الجامعة العربية في الدفاع عن القضايا العربية، مؤكداً على دعمها المستمر للصومال في مختلف المحطات الصعبة التي مر بها. كما ثمن جهودها في تعزيز التكامل العربي لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
ثمانية عقود من العمل العربي المشترك
تحيي جامعة الدول العربية هذا العام الذكرى الثمانين لتأسيسها، مستذكرة المحطات المفصلية التي مرت بها منذ انطلاقها عام 1945. وعلى مدار العقود، كانت الجامعة شاهدة على التحولات الكبرى في المنطقة، بدءًا من مرحلة التحرر الوطني، مرورًا بالصراعات الإقليمية، وصولًا إلى التحديات المعاصرة التي فرضتها المتغيرات الدولية.
لقد لعبت الجامعة دورًا فاعلًا في دعم حركات التحرر العربي، وأسهمت في صياغة مواقف موحدة تجاه القضايا المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي لا تزال تمثل جوهر الصراع في المنطقة. ومع تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تسعى الجامعة اليوم إلى تكثيف جهودها لتوحيد الموقف العربي، ودفع المجتمع الدولي نحو تحمل مسؤولياته في إيقاف المجازر بحق الشعب الفلسطيني، والعمل على تحقيق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
إنجازات وتحديات
رغم العقبات السياسية التي واجهتها الجامعة العربية، إلا أنها حققت إنجازات مهمة على مستوى التعاون الاقتصادي، حيث شكل إطلاق منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى عام 2005 خطوة أساسية نحو التكامل الاقتصادي، فيما جاء تدشين السوق العربية المشتركة للكهرباء عام 2024 كأحد أبرز المشاريع الاستراتيجية لتعزيز التعاون في مجال الطاقة.
كما أولت الجامعة اهتمامًا خاصًا بقضايا الشباب والمرأة والتعليم والثقافة، حيث سعت إلى تمكين المرأة في المجتمعات العربية، ودعمت المبادرات الرامية إلى تعزيز دور الشباب في التنمية وصناعة القرار، انطلاقًا من إيمانها بأن الاستثمار في الأجيال الجديدة هو الضمان الحقيقي لمستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.
بيت العرب.. رؤية لمستقبل أكثر تماسكًا
وفي هذه المناسبة، تؤكد الجامعة العربية على التزامها بمواصلة رسالتها في توحيد الصف العربي، رغم التحديات التي تواجهها، داعية الدول الأعضاء إلى تجاوز الخلافات وتعزيز العمل المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتسارعة.
كما توجه الجامعة دعوة مفتوحة إلى الشباب العربي ليكونوا جزءًا من عملية التغيير، عبر تبني الابتكار والتكنولوجيا، والمشاركة الفاعلة في بناء مستقبل يعكس تطلعات الأمة العربية نحو مجتمع أكثر قوة واستدامة.
ثمانون عامًا مرت على تأسيس الجامعة، وبيت العرب لا يزال صامدًا رغم العواصف، يحمل آمال الملايين، ويتطلع إلى مستقبل يسوده التكامل والوحدة، لتحقيق طموحات الشعوب العربية في السلام والاستقرار والتنمية.