مقديشو برس
فهد ياسين/ مدير المخابرات الصومالية السابق
منظمة الإيغاد مرت على مراحل متعددة منذ تأسيسها، وكانت مؤسسة إقليمية تخدم دول الأعضاء بشكل متوازن وذلك في فترة الرؤساء المؤسسين دانيال أرب موي الكيني، وسياد بري الصومالي، ومنغستو هيلي مريم الإثيوبي، وحسن غوليد الجيبوتي.
فخلف من بعدهم خلف استحوذ منظمة الإيغاد، فحولها إلى مطرقة بيد نظام التغراي في أديس أبابا، واستمر هذا الوضع أكثر من عشرين عاما إلى أن سقط نظام التغراي وترك وراءه منظمة الإيغاد وهي تعاني من ترهل بنيوي أفقد المؤسسة قيمتها المعنوية.
لاحقا عانت أغلب الدول الأعضاء بهزات داخلية انهكت كلًّا على حدة، وغاب عن المنطقة زعيم طموح لديه كاريزما أمام المجتمع الدولي.
أخيرا وبعد تعيين السيد ورقلى المدير التنفيذي الحالي للمنظمة استطاع أن يطورها لتصبح مؤسسة تنافس مثيلاتها في العالم، فهو لا يُـرضي الجميع ويتعامل مع الدول بحرفية دبلوماسية وحنكة ذكية، والرجل يتمتع بخبرات مختلفة تمكنه من إنجاح المؤسسة وعدم الاحتراق بخيوطها الملتهبة دائما.
أتحدث عن الرجل بناء عن معرفة ولست من المادحين. الرسالة: القيادة السودانية تدرك أكثر من غيرها أين تكمن مصلحة السودان، لكن لا باس من التطفل عليهم ولا مشكلة في الاستماع إلى أراء بعض المحبين للسودان وأهله. وعليه أقول، إن انقطاعهم عن المنظمة وانسحابهم المؤقت يفقدهم التواصل مع جهات فاعلة في الإقليم والعالم، كما يقلص الدور السوداني عن الملفات المتداخلة في القرن الأفريقي.
وبصفتي مسئول صومالي سابق، أستطيع القول وبكل ثقة، أن من أفضل المكتسبات للدولة الصومالية احتفاظها على العلاقة مع منظمة الإيغاد وإن كانت المنظمة في بعض مراحلها خنجراً يضر المصالح العليا للصومال ورغم ذلك فمنافعها أكثر من ضررها. وما تجربة الصومال عنكم ببعيد.