القاهرة / مقديشو برس
في لقاء خاص مع الإعلامي نشأت الديهي في برنامج “بالورقة والقلم” المذاع عبر فضائية “TeN”، تناول وزير خارجية الصومال، أحمد معلم فقي، العديد من الملفات الهامة التي تشغل الساحة الصومالية، مؤكداً على العلاقات الاستراتيجية بين الصومال ومصر في محاربة الإرهاب، وإعادة بناء الدولة الصومالية.
1. العلاقات بين مصر والصومال
في بداية حديثه، وجه أحمد معلم فقي التحية إلى الشعب المصري، واصفًا إياه بـ”الشعب البطل”. وأكد أن الصومال يثمن عاليا العلاقة التاريخية التي تربط بين البلدين، مشيرًا إلى أن مصر كانت “قبلة للطلاب الصوماليين” في السبعينيات والستينيات، وأن كل ضابط صومالي تدرب في مصر. ولفت إلى أن العلاقات بين البلدين تمتد إلى ثلاثة آلاف سنة، معربًا عن أمله في تجديدها وتعزيزها.
وأكد وزير الخارجية الصومالي أن هناك استعدادًا خلال الفترة الماضية لتوقيع إعلان سياسي بين مصر والصومال لرفع مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين، وهو ما جاء عقب لقاء بين الرئيسين المصري والصومالي، والذي يعكس التوجه المشترك لتعميق العلاقات الثنائية. كما أشاد بدور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في دعم الصومال والعمل على استقرار المنطقة.
2. محاربة الإرهاب في الصومال
وفيما يتعلق بالتحديات الأمنية التي تواجه الصومال، أشار فقي إلى أن أكبر مشكلة تواجه البلاد حالياً هي الإرهاب، وتحديداً في مواجهة جماعات مثل “حركة الشباب” وتنظيم “داعش”. وأوضح أن الحكومة الصومالية تعمل على تحرير الأراضي التي تسيطر عليها هذه الجماعات الإرهابية من خلال عمليات عسكرية، مؤكدًا أن الصومال يتعافى من مؤامرات سابقة كان قد تعرض لها.
كما أكد أن مصر تساند الصومال في هذه المعركة ضد الإرهاب، سواء من خلال الدعم العسكري أو اللوجستي. وأضاف أن الجماعات الإرهابية لا تسيطر حالياً إلا على 10% من الأراضي الصومالية، مع توقعات بالقضاء على هذه التنظيمات قريبًا.
3. التعاون مع الأزهر الشريف لمكافحة الإرهاب
أبرز فقي في تصريحاته أهمية التعاون الديني بين الصومال ومصر، حيث تواصلت الحكومة الصومالية مع وزارة الخارجية المصرية لتفعيل الزيارات المتبادلة بين أئمة الأزهر الشريف وعلماء الصومال. وأوضح أن هذا التعاون يأتي في إطار جهود البلدين لمكافحة الفكر المتطرف وتجفيف منابع الإرهاب.
وفي السياق ذاته، كشف وزير الخارجية الصومالي أن 300 من علماء الصومال اجتمعوا مؤخراً وقرروا إصدار توصيات لمواجهة الإرهاب، مؤكدًا أن 99% من الشعب الصومالي يدعم الحكومة في هذه الجهود. كما تحدث عن إجراءات مكافحة الإرهاب التي قامت بها الحكومة، بما في ذلك إغلاق 500 حساب بنكي وتجميع 20 مليون دولار تم تجميدها في إطار مكافحة تمويل الإرهاب.
4. الدور المستقبلي للقوات المسلحة المصرية في الصومال
ركز أحمد معلم فقي على الدعم العسكري المصري الذي سيكون له دور كبير في تعزيز الأمن والاستقرار في الصومال. وأكد أن الحكومة الصومالية تعمل على استبدال قوات حفظ السلام الأفريقية بالقوات الصومالية، مع الاعتراف بالدور الهام الذي قد تقوم به القوات المسلحة المصرية في هذه المرحلة الانتقالية.
وأشار فقي إلى أن الحكومة الصومالية تعرضت لضغوط لعدم قبول المشاركة المصرية في الصومال، حيث كان بعض المعارضين يخشون أن تؤدي هذه المشاركة إلى توترات مع إثيوبيا. ورغم هذه الضغوط، أبدى وزير الخارجية الصومالي تأكيدًا على أن الشعب الصومالي يرى في وجود القوات المصرية دعماً حيوياً لمكافحة الإرهاب وإعادة هيكلة الجيش الصومالي، وهو ما يعد تطورًا إيجابيًا في العلاقات بين البلدين.
5. دعم الجالية الصومالية في الخارج
تناول وزير الخارجية في حديثه أيضًا الدور الحيوي الذي تقوم به الجالية الصومالية في الخارج، مشيرًا إلى أنهم يساهمون في إعادة إعمار بلادهم، حيث يرسل أبناء الصومال في المهجر سنويًا أكثر من 2 مليار دولار. وأوضح أن الحكومة الصومالية تعول على هذه التحويلات في دعم جهود التنمية وإعادة بناء البنية التحتية.
تستمر الصومال في مساعيها للتعافي من الآثار السلبية للحروب والاضطرابات السياسية، وهي تسعى إلى بناء دولة قادرة على مواجهة التحديات الأمنية والتنموية، معتمدًا على التعاون الدولي، لا سيما مع جيرانها الإقليميين والشركاء الدوليين مثل مصر.