مقديشو برس
يُعد بدء توزيع بطاقات التصويت في مقديشو خطوة حاسمة نحو تعزيز الديمقراطية المحلية في العاصمة الصومالية، بعد سنوات من التأجيل بسبب النزاعات وعدم الاستقرار السياسي. هذه العملية لا تقتصر على الجانب الإداري، بل تعكس استعداد الحكومة لضمان انتخابات شفافة وموثوقة تمكّن المواطنين من ممارسة حقوقهم الدستورية بشكل مباشر. كما أنها تمثل اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرة الأجهزة الانتخابية على تنظيم استحقاقات محلية تتسم بالانفتاح والمشاركة الواسعة، خاصة لفئات الشباب والنساء والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين لطالما كانت أصواتهم محدودة في المشهد السياسي.
وبدأت اللجنة المستقلة للانتخابات اليوم السبت توزيع بطاقات التصويت في عدد من مديريات العاصمة مقديشو، بينها شانغاني، عبد العزيز، شبيس، وابري، حمرويني، حمر جبجب وبونطيري، في خطوة تهدف إلى تعزيز الشفافية وتسهيل مشاركة المواطنين في الانتخابات المقبلة. وأكد رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات والمناطق، عبد الكريم أحمد حسن، لدى تدشين عملية التوزيع في مديرية بونطيري، على أهمية أن يستلم المواطنون المسجلون بطاقاتهم لضمان حقهم الدستوري في التصويت يوم الانتخابات، قائلاً إن بطاقة التصويت هي الوثيقة الوحيدة التي تؤكد المشاركة في الانتخابات، داعيًا جميع المواطنين إلى استلام بطاقاتهم والمشاركة في العملية الديمقراطية.

كما شدد رئيس إقليم بنادر، وعمدة عاصمة مقديشو حسن محمد حسين (مونغاب)، الحاضر في حفل التدشين، على تشجيع السكان في العاصمة على الحصول على بطاقات التصويت والمشاركة الفاعلة في الانتخابات، مؤكداً أن هذا الاستحقاق حق دستوري لكل مواطن، ودعا جميع المواطنين في بنادر إلى استلام بطاقات التصويت والمساهمة في صنع مستقبل مدينتهم.
شهدت المديريات التي انطلقت فيها العملية توافدًا واسعًا من المواطنين من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية، بما في ذلك الشباب والنساء وكبار السن والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. وقالت صفية شيري ظاهر، إحدى الحاضرات، إنها جاءت لتستلم بطاقتها لأداء حقها في التصويت والمساهمة في مستقبل البلاد، فيما أعرب صالح محمد، رئيس اتحاد ذوي الإعاقة في شبيس، عن سعادته بتمكين الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من المشاركة لأول مرة بهذا المستوى. كما حثت صفية محمد علي، رئيسة شؤون المرأة في شبيس، النساء على عدم التردد في استلام بطاقات التصويت والمشاركة في الانتخابات، مؤكدة أن زمن تهميش المرأة قد ولى.

تأتي هذه الخطوة ضمن الاستعدادات لانتخابات المجالس المحلية في مقديشو، التي تأخرت لسنوات بسبب النزاعات، التهجير، وعدم الاستقرار السياسي. وحددت اللجنة المستقلة مهلة حتى 25 نوفمبر 2025 لتقديم قوائم المرشحين، وهو الموعد النهائي للأحزاب السياسية لتسجيل مرشحيها. ويهدف توزيع البطاقات الآن إلى ضمان مشاركة واسعة ومنظمة، تعكس شفافية العملية وتتيح للمواطنين ممارسة حقوقهم الديمقراطية في بيئة آمنة ومنظمة.
يمثل توزيع بطاقات التصويت في مقديشو اليوم علامة بارزة على جهود الصومال لاستعادة العملية الديمقراطية المحلية بعد عقود من التأجيل والعنف. ويعد هذا الاستحقاق اختبارًا مهمًا لقدرة الحكومة والأجهزة الانتخابية على تنظيم انتخابات مباشرة وشفافة، تعزز مشاركة كل فئات المجتمع وتعيد الثقة في المؤسسات الوطنية.













