مقديشو برس
في خطوة تعكس عمق العلاقات الإستراتيجية بين مقديشو وأنقرة، تسلمت وزارة الإعلام والثقافة والسياحة الصومالية دفعة جديدة من المعدات الإعلامية الحديثة مقدمة من الحكومة التركية، وذلك في إطار اتفاقية التعاون الثنائي بين البلدين. ويأتي هذا الدعم التركي استمرارًا لنهج أنقرة في مساندة مؤسسات الدولة الصومالية في مسار بنائها المؤسسي، لا سيما في قطاع الإعلام الذي يُعد أحد أعمدة الأمن الفكري والاستقرار الوطني.
ثمّن وزير الإعلام الصومالي داود أويس جامع خلال مراسم التسليم الدور التركي الداعم لمسيرة التنمية في الصومال، مشيرًا إلى أن هذه المعدات ستسهم في تطوير البنية التحتية للإعلام الوطني، ورفع كفاءة العمل في الإذاعات والتلفزيون الوطني، فضلًا عن تعزيز قدرات الصحفيين في نقل صورة إيجابية عن الصومال الجديد.
ويرى مراقبون أن هذا الدعم يتجاوز البعد التقني إلى بُعد إستراتيجي أعمق، إذ يمثل امتدادًا للعلاقات التركية الصومالية المتينة التي تمتد لأكثر من عقد، شملت مجالات الأمن، التعليم، الصحة، والبنية التحتية. كما يعكس رغبة أنقرة في ترسيخ حضورها في القرن الإفريقي عبر الشراكات التنموية لا التدخلات العسكرية، بينما تستفيد مقديشو من الخبرات التركية في مجالات التدريب والإدارة والإعلام.
بهذا الدعم الجديد، تتجدد ملامح التعاون الصومالي التركي في مرحلة حساسة تشهد فيها البلاد جهودًا مكثفة لمحاربة الفكر المتطرف وبناء خطاب وطني موحد يعزز الوحدة ويحصّن المجتمع من الدعاية الهدامة، وهو ما يجعل للإعلام الوطني دورًا محوريًا في معركة الوعي إلى جانب معركة الميدان.












