أسوان / مقديشو برس – عقد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في جمهورية الصومال الفيدرالية، عبد السلام عبدي علي، لقاءً ثنائيًا مع وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، على هامش فعاليات الدورة الخامسة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، الذي يجمع قادة ودبلوماسيين من القارة الإفريقية وشركاء التنمية الدوليين.
وخلال اللقاء، ناقش الوزيران سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع آفاق التعاون في مجالات الأمن، والتجارة، والاستثمار، والصحة، والتنمية. وأكد الجانبان التزامهما بدفع الشراكة الصومالية–المصرية نحو مستويات جديدة تعكس عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين.
واتفق الطرفان على عقد الدورة الثانية من منتدى رجال الأعمال الصومالي–المصري قريبًا، في خطوة تهدف إلى تعزيز فرص الاستثمار وتطوير التبادل التجاري بين البلدين، بما يخدم التنمية المستدامة في الصومال ويدعم حضور القاهرة الاقتصادي في منطقة القرن الإفريقي.
كما تناول اللقاء مشاركة القوات المصرية ضمن بعثة الاتحاد الإفريقي للدعم والاستقرار في الصومال (AUSSOM)، حيث ثمّن الوزير الصومالي مواقف مصر الداعمة لوحدة واستقرار الصومال، مشيرًا إلى أن مقديشو ترى في القاهرة شريكًا استراتيجيًا موثوقًا في ملفات الأمن، والتدريب العسكري، وبناء القدرات المؤسسية.
من جانبه، أكد الوزير المصري التزام بلاده بمواصلة دعم الصومال في مسارات السلام وإعادة الإعمار، مشيدًا بالتقدم الملحوظ الذي تشهده العلاقات الثنائية خلال الأشهر الأخيرة، لا سيما بعد تفعيل قنوات الاتصال السياسي والاقتصادي بين البلدين. كما دعا عبد العاطي إلى ضرورة توفير تمويل دولي مستدام لإنجاح مهمة بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال، مشددًا على أن استقرار القرن الإفريقي يمثل أولوية للأمن القومي الإفريقي والعربي على حد سواء.
وشدد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب والتطرف، والتنسيق الأمني الإقليمي لحماية الممرات البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، مؤكدين أن الأمن الإقليمي في إفريقيا الشرقية لا يمكن فصله عن التنمية المستدامة والحوكمة الرشيدة.
يعكس هذا اللقاء مرحلة جديدة في العلاقات الصومالية–المصرية، بعد سنوات من الفتور النسبي الذي شاب التفاعل الدبلوماسي بين الجانبين. فالقاهرة، التي تسعى لتوسيع نفوذها في القرن الإفريقي ضمن سياسة “العودة إلى إفريقيا”، ترى في الصومال شريكًا استراتيجيًا يضمن لها حضورًا في منطقة ذات أهمية جيواستراتيجية متزايدة.
أما الصومال، في المقابل، فتنظر إلى مصر بوصفها دولة عربية محورية يمكنها أن توازن التأثيرات الإقليمية الأخرى في شؤون القرن الإفريقي، خصوصًا في ظل التنافس الدولي على النفوذ في البحر الأحمر والمحيط الهندي.
ويأتي الحديث عن مشاركة مصر في بعثة الاتحاد الإفريقي (AUSSOM) كمؤشر على تحوّل نوعي في الدور المصري من الدعم السياسي إلى الانخراط الأمني الميداني، في وقت تسعى فيه مقديشو لتعزيز قدراتها العسكرية مع اقتراب انسحاب قوات الاتحاد الإفريقي بحلول عام 2026.
بذلك، يُتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة تعاونًا أوثق بين البلدين في الملفات الأمنية والاقتصادية، مع تنامي الإدراك المشترك بأن تحقيق الاستقرار في الصومال يمثل ركيزة أساسية لأمن البحر الأحمر، وأداة لتعزيز التكامل العربي–الإفريقي في مواجهة التحديات العابرة للحدود.












