مقديشو برس
في يوم دبلوماسي استثنائي بمقديشو، استقبل الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود وفدين رفيعي المستوى من السودان والإمارات، في خطوة تعكس دور الصومال المتنامي كفاعل إقليمي في القرن الإفريقي. فقد استقبل في صباح يوم الأربعاء مدير المخابرات العامة السودانية الفريق أحمد إبراهيم علي مفضل، الذي حمل رسالة من رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، تؤكد حرص الخرطوم على تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي مع مقديشو. وفي المساء، التقى الرئيس وفدًا إماراتيًا برئاسة الشيخ شخبوط بن نهيان، وزير الدولة للشؤون الخارجية، حاملًا رسالة خطية من الشيخ محمد بن زايد لتعزيز الشراكة الثنائية في الأمن والاقتصاد.
تأتي هذه اللقاءات في سياق خلاف مستمر بين السودان والإمارات، حيث تتهم الخرطوم أبوظبي بدعم الجماعات المسلحة وبعض الفصائل المرتبطة بقوات الدعم السريع داخل السودان، بينما تنفي الإمارات هذه المزاعم، مؤكدة أن علاقاتها مع السودان قائمة على الشراكة والدعم الاقتصادي والسياسي. هذا التوتر الإقليمي يظهر بشكل أوضح في ظل الأزمة الداخلية السودانية، التي شهدت صراعًا مسلحًا بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى اضطراب أمني واسع وانتشار المليشيات المسلحة في عدة مناطق.
المراقبون يرون أن حسن شيخ محمود يحاول أن يقدم الصومال كوسيط بين الخرطوم وأبوظبي، مستغلاً موقع الصومال الاستراتيجي على الممرات البحرية وعضويته في مجلس الأمن الدولي، لتقريب وجهات النظر بين الدولتين رغم فشل المحاولات الإقليمية والدولية السابقة. من خلال هذه الوساطة، يسعى الصومال لإعادة نفسه كلاعب مؤثر في المعادلة العربية والإقليمية، وتحويل التوترات بين السودان والإمارات إلى فرص حوار محتملة، بما يعزز الأمن والاستقرار في القرن الإفريقي.
بهذه الخطوة، لا يسعى حسن شيخ فقط لتعزيز أمن الصومال الداخلي ومواجهة حركة الشباب، بل أيضًا لاستعادة دور مقديشو كلاعب سياسي رئيسي قادر على التأثير في العلاقات العربية والإقليمية، وتحويل الصومال من ساحة تنافس إلى شريك استراتيجي موثوق به.