بكين / مقديشو برس
يواصل رئيس الوزراء الصومالي، حمزة عبدي بري، زيارته إلى الصين في إطار جهود مقديشو لتعزيز حضورها الاقتصادي والانفتاح على أسواق واستثمارات جديدة، حيث عقد اليوم الثلاثاء اجتماعاً مهماً مع حاكم إقليم نينغشيا، لي ييفي، وذلك قبل انطلاق فعاليات معرض الصين–الدول العربية 2025.
اللقاء لم يكن بروتوكولياً بحتاً، بل حمل رسائل اقتصادية واضحة؛ فالصومال يسعى لإعادة التموضع كلاعب اقتصادي في المنطقة بعد عقود من الاضطراب، فيما تبدو الصين مهتمة بتوسيع حضورها في القرن الإفريقي عبر مشاريع استثمارية استراتيجية، تتناغم مع مبادرة “الحزام والطريق”.
شدد رئيس الوزراء خلال الاجتماع على الفرص المتاحة في قطاعات الزراعة، الثروة الحيوانية، والطاقة، والمصايد البحرية، وهي قطاعات تمثل العمود الفقري للاقتصاد الصومالي، لكنها في الوقت نفسه ما زالت بحاجة إلى استثمارات وبنية تحتية عصرية. دعوة حمزة للشركات الصينية تعكس إدراك الحكومة الصومالية أن بكين، بخبرتها ورؤوس أموالها، قادرة على لعب دور محوري في استغلال هذه الموارد وتحويلها إلى مشاريع تنموية ملموسة.

في المقابل، أبدى حاكم إقليم نينغشيا استعداداً لتشجيع الشركات المحلية على زيارة الصومال واستكشاف فرص الاستثمار، وهو تصريح يشير إلى توجه عملي من الأقاليم الصينية لدخول أسواق جديدة، خاصة في إفريقيا.
تزداد أهمية هذه الزيارة مع اقتراب انطلاق معرض الصين–الدول العربية، حيث يُنتظر أن تركز نسخة هذا العام على الطاقة الخضراء والتقنيات المستدامة، في وقت يسعى فيه الصومال إلى بناء قطاع طاقة متطور يحد من الاعتماد على المصادر التقليدية ويوفر حلولاً لاحتياجات التنمية.
مشاركة مقديشو في المعرض تمثل فرصة استراتيجية لعرض مواردها وإمكاناتها على منصة دولية، وللاستفادة من التجارب الصينية والعربية في مجالات الزراعة الحديثة والطاقة المتجددة، وهو ما يتقاطع مع أولويات الحكومة الصومالية في التنمية المستدامة وإعادة الإعمار.
يرى مراقبون أن هذه الخطوات، وإن بدت في ظاهرها اقتصادية، تحمل أبعاداً سياسية أيضاً؛ فتعزيز التعاون مع الصين يمنح الصومال دعماً إضافياً في الساحة الدولية، ويوفر له خيارات جديدة في معادلة التوازنات الإقليمية، خاصة في ظل التنافس الدولي المتزايد على النفوذ في القرن الإفريقي.