مقديشو برس
تزامنًا مع إحياء العالم لليوم العالمي للعمل الإنساني ( 19 أغسطس) جددت مؤسسة زمزم التزامها بالعمل إلى جانب المجتمعات الأكثر ضعفًا في الصومال والقرن الإفريقي، مؤكدة استمرار رسالتها الإنسانية التي بدأت منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وفي كلمة له بهذه المناسبة، وجّه رئيس المؤسسة، شعيب عبد اللطيف، رسالة إنسانية شاملة، أكد فيها أن اليوم العالمي للعمل الإنساني ليس مجرد ذكرى، بل محطة للتأمل في قيم العطاء والتكافل والمسؤولية، وقال:
“إن شعار هذا العام، تعزيز التضامن العالمي وتمكين المجتمعات المحلية، يلخص جوهر رسالتنا. فالعمل الإنساني لا يقف عند حدود المساعدات الطارئة، بل هو التزام طويل الأمد برفع كرامة الإنسان، والاستثمار في قدراته، وبناء مستقبل أكثر استقرارًا”.
وأشار عبد اللطيف إلى أن مؤسسة زمزم كانت وما زالت تؤمن بأن الحلول المستدامة تنبع من المجتمع نفسه، وأن إشراك الناس في تحديد أولوياتهم وصياغة مستقبلهم هو الطريق الأجدى لتحقيق التغيير الحقيقي. وأضاف أن التضامن العالمي ضرورة قصوى في عالم مترابط تتقاطع فيه مصائر الشعوب، داعيًا الشركاء الدوليين إلى التعامل مع المجتمعات المحلية كشركاء حقيقيين لا مجرد متلقين.
كما لم يغفل رئيس المؤسسة في رسالته تكريم العاملين في القطاع الإنساني، مستذكرًا أولئك الذين فقدوا حياتهم أثناء أداء واجبهم، وموجّهًا تحية تقدير إلى جميع العاملين في الميدان والمكاتب، مؤكدًا أن جهودهم وتضحياتهم هي نبض هذا العمل وروحه.
ولم تخلُ الكلمة من بعد إنساني عالمي، إذ شدد عبد اللطيف على ضرورة التضامن مع الشعوب التي تمر بأزمات كبرى، خاصة في غزة والسودان، حيث قال:
“لا يمكن أن تمر هذه المناسبة دون أن نتذكر آلام إخواننا، وما يتعرضون له من مآسٍ إنسانية تتطلب تضامنًا عالميًا حقيقيًا، بينما يقف العالم متفرجًا”.
واختتم رئيس مؤسسة زمزم رسالته بتجديد العهد لشعب الصومال وللشركاء المحليين والدوليين بمواصلة العمل بثبات ومسؤولية، مؤكدًا أن المؤسسة ستظل دائمًا قريبة من الناس، تعمل من أجلهم ومعهم، بصدق واحترام وشفافية.
بهذا، تؤكد مؤسسة زمزم مكانتها كصوت إنساني وطني رائد، ورسالة أمل في قلب التحديات، وشريك موثوق للمجتمعات المحلية والإقليمية والدولية في مسيرة البناء والتغيير.
تأسست مؤسسة زمزم عام 1992 في العاصمة مقديشو، كمنظمة غير حكومية وطنية وغير ربحية، استجابةً للظروف الصعبة التي مر بها الصومال آنذاك، من أزمات إنسانية ونزاعات مسلحة وكوارث طبيعية. ومنذ ذلك الحين، أخذت المؤسسة على عاتقها مسؤولية تحسين حياة الصوماليين عبر تلبية احتياجاتهم الأساسية، بدءًا من توفير مياه الشرب والرعاية الصحية، مرورًا بدعم التعليم والإغاثة الطارئة، وصولًا إلى بناء برامج تنموية مستدامة تُمكن المجتمعات من الاعتماد على قدراتها الذاتية.
وعلى مر السنين، توسع نطاق عمل المؤسسة ليشمل مختلف القطاعات الإنسانية والتنموية، فأطلقت مبادرات في مجالات التمكين الاقتصادي، وحماية الفئات الضعيفة، وتعزيز السلام المجتمعي، فضلًا عن شراكات استراتيجية مع منظمات إقليمية ودولية، جعلتها من أبرز المؤسسات الإنسانية الوطنية الفاعلة في الصومال.