مقديشو برس/ العربي الجديد
كشف رئيس الوزراء الصومالي، حمزة عبدي بري، في تصريح تلفزيوني، عن خطة حكومية لطباعة فئات جديدة من عملة الشلن الصومالي. وأوضح أن الصومال تعتمد حالياً في تعاملاتها المالية على الدولار، في ظل غياب عملة محلية بديلة، مؤكداً أن البلاد تحتاج إلى نحو 70 مليون دولار لإنجاز عملية الطباعة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة غير قادرة على تغطية ميزانية الطباعة كاملة، إذ حصلت حتى الآن على 30 مليون دولار من المجتمع الدولي، وتسعى لتأمين المبلغ المتبقي (40 مليون دولار) من دون اللجوء إلى القروض. وأضاف بري أن الحكومة الفيدرالية أجرت دراسة دقيقة حول إمكانية طباعة العملة الجديدة، كاشفاً عن وجود مساعٍ حثيثة مع دولة الكويت لدعم هذا المشروع الحكومي الطموح، ومؤكداً أنه في حال تأمين المبلغ المطلوب ستجري المباشرة في عملية الطباعة.
يُذكر أن العملة الصومالية فقدت قيمتها محلياً أمام الدولار بسبب غياب آلية لضبط سوق الصرف وعدم تدخل البنك المركزي لمكافحة هيمنة العملات الأجنبية، ما جعل التعاملات المالية اليومية تجري بالدولار، أو عبر وسائل الدفع الإلكتروني بالعملات الصعبة. ولم يبق من فئات العملة الصومالية السابقة، التي كانت تضم أوراقاً نقدية وعملات معدنية، سوى فئة الألف شلن، وهي غير متداولة حالياً في جميع أنحاء البلاد. وكان آخر إصدار رسمي للبنك المركزي قد جرى عام 1991.
ويرى خبراء اقتصاديون أن هيمنة الدولار على السوق المحلي تُضعف السيادة النقدية للصومال، وتحد من قدرة الحكومة على ضبط السياسة المالية أو مواجهة التضخم. كما أن غياب العملة المحلية يعرقل تنمية القطاع المصرفي، ويجعل الاقتصاد هشّاً أمام تقلبات الدولار عالمياً.
في المقابل، فإن إعادة طباعة عملة رسمية صومالية مدعومة بغطاء مالي وبإشراف مؤسسات قوية قد تساهم في تعزيز ثقة المواطنين بالاقتصاد الوطني، وتفتح المجال أمام سياسات نقدية أكثر استقلالية. كما يمكن أن تدعم حركة التجارة الداخلية، وتسهّل المعاملات اليومية بعيداً عن مخاطر تقلب أسعار الصرف، فضلاً عن الحد من عمليات غسل الأموال التي تستغلها الجماعات المرتبطة بالقاعدة وتنظيم الدولة في الصومال.
ويؤكد مراقبون أن نجاح هذا المشروع لن يتوقف على عملية الطباعة فحسب، بل يستلزم أيضاً وضع آليات صارمة لمكافحة التزوير، وتعزيز دور البنك المركزي في إدارة السياسة النقدية، بما يعيد الثقة تدريجياً بالشلن الصومالي ويقلّص اعتماد السوق على الدولار.