مقديشو برس/ وكالات
حذّرت تقارير أمنية غربية من أن الصومال يواجه مرحلة جديدة وخطيرة في حربه الطويلة ضد حركة الشباب، بعدما بدأ مرتزقة مسلحون من جنسيات مختلفة بالتوافد إلى البلاد، حاملين معهم خبرات عسكرية وتقنيات متقدمة اكتسبوها من ساحات القتال في الشرق الأوسط.
وقالت شركة الاستشارات الأمنية “آريس إنتليجنس” في تقرير حديث إن هذا التطور يتزامن مع توسّع التعاون العسكري بين حركة الشباب في الصومال وجماعة الحوثي في اليمن، وهو تعاون بات يشمل تهريب الأسلحة، تبادل المعلومات الاستخباراتية، والتدريب على تقنيات حربية متطورة، منها استخدام الطائرات المسيّرة والهجمات البحرية.
وأضاف التقرير أن بعض هؤلاء المرتزقة الذين قاتلوا في سوريا والعراق واليمن يعملون اليوم كـ”مقاولين عسكريين” يقدمون خدماتهم مقابل المال، وهو ما يعزز قدرات الجماعات المسلحة في أفريقيا ويحوّل الصومال إلى ساحة اختبار لجيل جديد من أساليب القتال.
أسلحة متطورة وتدريب خارجي
وأوضحت آريس إنتليجنس أن الحوثيين أمدّوا حركة الشباب بأسلحة متطورة، بينها صواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيّرة، مقابل دعم لوجستي بحري يوفره مقاتلو الحركة عبر شبكات القرصنة الصومالية المنتشرة على سواحل البحر الأحمر وخليج عدن.
كما أشارت إلى أن مقاتلين من حركة الشباب تلقوا تدريبات في موانئ يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، بإشراف خبراء من حزب الله وإيران، شملت تشغيل الطائرات المسيّرة وتنسيق الضربات الصاروخية وشنّ هجمات بحرية معقدة.
تهديد يتجاوز الصومال
التقرير حذّر من أن إدخال هذه الخبرات القتالية إلى الصومال سيتيح لحركة الشباب تنفيذ هجمات غير مسبوقة، تشمل ضربات منسقة بالطائرات المسيّرة وهجمات بحرية انتحارية، ما يهدد ليس فقط أمن الصومال بل وأيضًا سلامة طرق الملاحة الدولية في أحد أكثر الممرات البحرية ازدحامًا في العالم.
واعتبرت آريس أن “الحكومات لم تعد تواجه تمرّدات محلية، بل شبكة عابرة للحدود من المهارات والخبرات العسكرية، تُباع وتُشترى كخدمات في سوق مفتوح”.
وختم التقرير بالقول إن الصومال، الذي يعاني أصلًا من أزمات سياسية واقتصادية معقدة، قد يتحول إلى ساحة تجريب للجيل الجديد من الحروب غير المتكافئة، حيث تُنقل تكتيكات الشرق الأوسط إلى قلب القرن الأفريقي.