مقديشو برس
في تطور لافت يعكس عمق الشراكة الأمنية بين الصومال والمملكة المتحدة، تسلمت القوات المسلحة الصومالية اليوم في مقديشو معدات وآليات متطورة للكشف عن المتفجرات المصنعة يدويًا ، في خطوة تهدف إلى دعم قدرات الجيش الوطني في مواجهة خطر الإرهاب وتحقيق الاستقرار في البلاد.
وخلال مراسم التسليم، قدّم وزير الدفاع في الحكومة الصومالية، أحمد معلم فقي، شكره لحكومة المملكة المتحدة على دعمها المتواصل، مؤكدًا أن هذه المعدات تمثل نقلة نوعية في قدرات الجيش الوطني الصومالي، خصوصًا في مجال حماية أرواح الجنود والمدنيين من خطر العبوات الناسفة. وأضاف الوزير: “إن هذه الخطوة تجسد وقوف بريطانيا إلى جانب الصومال في معركته المصيرية ضد الإرهاب، وستعزز قدرات جيشنا في حماية الوطن والمواطنين وتحقيق الأمن والاستقرار.”
من جانبه، أوضح السفير البريطاني لدى الصومال، تشارلز كينغ، أن بلاده ملتزمة بدعم الصومال في معركته ضد الإرهاب، مؤكدًا أن تسليم هذه المعدات المتطورة يعكس إيمان المملكة المتحدة بقدرة الجيش الصومالي على مواجهة التحديات الأمنية المعقدة. وقال السفير: “إن هدفنا هو المساهمة في حماية أرواح المدنيين وتعزيز قدرة القوات المسلحة الصومالية على القيام بمهامها بكفاءة وفعالية.”
يمثل هذا الدعم البريطاني رسالة سياسية واضحة مفادها أن المجتمع الدولي، ولا سيما لندن، يرى في الصومال شريكًا محوريًا في مكافحة الإرهاب وحماية الأمن الإقليمي. كما يعكس ثقة متنامية في قدرات الجيش الصومالي الذي يخوض منذ أشهر عمليات عسكرية واسعة ضد حركة الشباب.
من الناحية الأمنية، يكتسب تسليم هذه المعدات أهمية خاصة، إذ طالما استخدمت حركة الشباب العبوات الناسفة كسلاح أساسي في هجماتها ضد القوات الحكومية والمدنيين، ما تسبب في خسائر كبيرة. ومن المتوقع أن يسهم هذا الدعم في تقليل تلك الخسائر ورفع كفاءة العمليات العسكرية.
إقليميًا ودوليًا، يأتي التحرك البريطاني في سياق تنافس قوى عدة على النفوذ في القرن الإفريقي، حيث تلعب تركيا والولايات المتحدة أدوارًا بارزة في تدريب وتسليح الجيش الصومالي. ومن خلال هذا الدعم، تسعى لندن لتثبيت وجودها كشريك استراتيجي للصومال في مجال الأمن والدفاع