مقديشو برس/ بقلم: عبد الله عبدالرحمن
منح الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ورئيس الوزراء حمزة عبدي بري، السبت وسام الشرف لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الشيخ مختار روبو علي، تكريمًا لأدائه المتميز في حكومة “دانقران”. وقد جاء هذا التقدير بعد تقييم شامل لأداء الوزراء، حيث برز روبو بوصفه الوزير الأكثر إنجازًا وتأثيرًا في تسيير مهام وزارته.
الوسام لا يُمثل مجرد جائزة بروتوكولية، بل هو اعتراف رسمي بقدرة الوزير على تحويل الملفات الصعبة إلى قصص نجاح ملموسة، وإرساء تقاليد إدارية جديدة في وزارة حيوية. لفهم خلفية هذا التقدير، نستعرض عشر سمات رئيسية تفسر سر نجاحه
- البناء المؤسسي: مقر حديث من ستة طوابق
أشرف على إنجاز مشروع تاريخي بافتتاح مبنى الوزارة الجديد في مقديشو، المكوَّن من ستة طوابق، بتمويل داخلي كامل. المبنى ليس مجرد مقر إداري، بل رمز للتجديد المؤسسي والاستقرار، ما يعكس حرصه على بناء مؤسسات دائمة تعكس قوة الدولة.
- المشورة في القرارات الكبرى
لا ينفرد بالقرارات المصيرية، بل يعين لجانًا متخصصة لإدارة المشروعات الضخمة، مما يضمن التنوع في الرأي ويعزز الشفافية. هذا النهج يعكس إدارة جماعية قائمة على المشورة، بعيدًا عن الفردية.
- القرب من الكادر الوزاري
يُعرف عنه أنه يعرف كل موظف في وزارته بالاسم، ويحرص على التواصل معهم فردًا فردًا. هذه السمة الإنسانية عززت الانتماء، وخلقت بيئة عمل يسودها الاحترام المتبادل.
- تعزيز وحدة العلماء
يستعد لتنظيم المؤتمر السنوي الثالث للعلماء الشهر المقبل، وقد استطاع أن يجمع طيفًا واسعًا من العلماء بلا طائفية أو انقسامات سياسية. هذه الخطوة تعكس رؤيته لدور العلماء كركيزة للوحدة والسلم.
- تطوير خدمات الحج
نجح في تحسين تجربة الحج للمواطنين عبر إدخال معايير واضحة للخدمات، مما رفع من مكانة الصومال في المؤشرات الدولية المتعلقة بخدمة الحجاج.
- شراكات دولية بنّاءة
وطّد علاقات تعاون مع وزارات ومؤسسات دينية كبرى في السعودية وتركيا، بهدف تدريب الكوادر وتعزيز الكفاءة المؤسسية.
- الشفافية المالية
واجه الملفات الحساسة مثل تكاليف الحج بشفافية كاملة، معلنًا الأرقام أمام الرأي العام، ومتعهدًا بمساءلة أي مقصرين.
- إصلاح الأزمات بحزم ومرونة
عندما تظهر أزمة داخل وزارته، يتدخل شخصيًا لإصلاحها بسرعة، جامعًا بين الحزم في القرار والمرونة في التنفيذ.
- واقعية مستمدة من التجربة
خلفيته وتجربته الميدانية جعلته يتعامل مع الملفات بواقعية عملية، بعيدًا عن الشعارات النظرية.
- خطاب ديني بلغة الناس
اهتم بأن يصل الخطاب الديني بلغة قريبة من الناس وثقافتهم، ما يعزز الهوية الدينية والوطنية ويجعل الوزارة أكثر التصاقًا بالمجتمع.
خاتمة
تكريم الوزير مختار روبو علي اليوم لم يكن مفاجئًا لكثير من المراقبين، فقد جسّد خلال فترة وجيزة نموذجًا إداريًا جديدًا في الصومال، قائمًا على الشفافية، البناء المؤسسي، والانفتاح على الشراكة الدولية، إلى جانب قربه من المواطنين والعلماء. إن وسام الشرف الذي تسلّمه اليوم يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول إمكانية تحويل تجربة وزارته إلى نموذج يُحتذى به في الوزارات الأخرى، في بلد يسعى لإعادة بناء مؤسساته من جديد