مقديشو برس
خلال مشاركته في القمة العربية في العاصمة البحرينية المنامة، ألقى رئيس الوزراء الصومالي ، السيد حمزه عبدي بري، كلمة جمهورية الصومال الفيدرالية في مؤتمر القمة العربية الـ 33، وفيما يلي النص الكامل للكلمة:
الـحـمـد لله رب الـعـالـمـيـن ، و الـصـلاة و الـسـلام عـلـي أشـرف الأنبياء وأتم الـمـرسـلـيـن سيدنا محمد و عـلـى آلـه و صـحـبـه أجـمـعـيـن.
حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة…. ملك مملكة البحرين الشقيقة رئيس الدورة الحالية للقمة العربية،،،
صَاحِبُ السُّمُوِّ الْمَلَكِيِّ الْأَميرِ مُحَمَّدْ بْن سَلْمَانْ بْن عَبْدِ اَلْعَزِيزْ آلْ سُعُودْ وَلِي الْعَهْدِ وَرَئِيسِ مَجْلِسِ الْوُزَرَاءِ بِالْمَمْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ الشَّقِيقَةِ,,,, رئيس الدورة المنصرمة للقمة العربية ،،،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ،،،
معالي السيد /أحمد ابو الغيط …… الأمين العام لجامعة الدول العربية،،،
أيها الحضور الكريم
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةِ اَللَّهِ وَبَرَكَاتِهِ ، وَبُعْد ، ، ،
يُشَرِّفُنِي أَنْ أشارككم اليوم في هذا الاجتماع الهام نيابة عن فخامة الرئيس د. حسن شيخ محمود رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، ويسعدني أن أَتَقَدَّمَ بِخَالِصٍ اَلشُّكْرِ وَالتَّقْدِيرِ لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، و لسمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي عهده الأمين، رئيس مجلس الوزراء عَلَى مَا لَمَسْنَاهُ مِنْ كَرَّمَ اَلضِّيَافَةَ وَحُسْنَ اَلِاسْتِقْبَالِ مُنْذُ وُصُولِنَا إِلَى أَرْضِ مَمْلَكَةِ اللؤلؤ والتي نعتبرها بَلَدُنَا اَلثَّانِي، ونأمل ان تنبثق من هذه القمة مخرجات تصب في تعزيز التضامن العربي لمواجهة التحديات غير المسبوقة التي تواجه المنطقة.
أود أن أتقدم بأحر التهاني وأطيب التمنيات لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وسمو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة على توليهم رئاسة القمة العربية ال33 ، متمنيا له النجاح والتوفيق في هذه الدورة التي نأمل أن تحقق أهدافنا المنشودة في التنمية والاستقرار والازدهار.
كما نثمن جهود المملكة العربية السعودية الشقيقة خلال رئاستها للقمة السابقة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والتي شهدت نجاحات بارزة في تعزيز التعاون العربي ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
أَصْحَابُ اَلْجَلَالَةِ وَالْفَخَامَةِ وَالسُّمُوِّ ، ، ،
نجتمع اليوم في ظل تحديات اقليمية وعالمية غير مسبوقة تتطلب منا أكثر من أي وقت مضى تعزيز التعاون المشترك بين دولنا وزيادة وتيرة التنسيق لمواجهة التحديات الراهنة. فالوضع الحالي في العالم العربي بالذات يشهد العديد من التحديات والاضطرابات، بدءًا من الأزمات الاقتصادية إلى الصراعات المسلحة والنزاعات السياسية.
أما بالنسبة لقضيتنا المركزية .. فلسطين، فإننا نعبر عن قلقنا العميق واستيائنا الشديد من الوضع المتردي هناك. وندين بشدة استمرار جرائم العدوان الإسرائيلي المستمرة والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، كما نؤكد على أهمية الدعم العربي والدولي لمواجهة هذه الانتهاكات والتأكيد على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني في السيادة والحرية والكرامة الإنسانية.
ومن هذا المنبر الهام فإن جمهورية الصومال تجدد التأكيد على دعمنا لمبادرة السلام العربية وندعم جميع الجهود المؤدية لنيل الاشقاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة، وَنُسَانِدُ كُلَّ الخطوات التي تتخذها القيادة الفلسطينية لِوَقْفِ تِلْكَ اَلْمَجَازِرِ اَلْوَحْشِيَّةِ بِحَقِّ اَلشَّعْبِ اَلْفِلَسْطِينِيِّ، ونطالب بِضَرُورَةِ اصدار قَرَارٍ لوقف اطلاق النار وضمان تَوْفِيرَ اَلْحِمَايَةِ اَلدَّوْلِيَّةِ اللازمة، وَتَطْبِيقِ قَرَارَاتِ اَلْأُمَمِ اَلْمُتَّحِدَةِ لِحِمَايَةِ اَلْمَدَنِيِّينَ العزل، وتقديم المساعدات الانسانية بشكل عاجل وفوري للمتضررين، وإعادة اعمار قطاع غزة.
أَصْحَابُ اَلْجَلَالَةِ وَالْفَخَامَةِ وَالسُّمُوِّ ، ، ، ،
فيما يتعلق بالوضع في بلادي الصومال ، فلا تزال اثيوبيا تراوغ في مساعيها البغيضة للتدخل في الشؤون الداخلية للصومال وزعزعة أمنها واستقرارها من خلال محاولاتها المستمرة لتمرير الاتفاق البحري الباطل الذي وقعته في الاول من يناير من العام الجاري مع اقليم أرض الصومال (الذي يقع شمال غرب الصومال) وهو جزء لا يتجزأ من أراضي جمهورية الصومال الفيدرالية.
وإننا نجدد التأكيد على أن هذه الخطوة تمثل انتهاكا صارخا لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية على أراضيها، ونرفضه جملة وتفصيلا، وهو أمر ينعكس سلبا على الأمن القومي العربي والاقليمي والملاحة في البحر الاحمر ومضيق باب المندب.
أَصْحَابُ اَلْجَلَالَةِ وَالْفَخَامَةِ وَالسُّمُوِّ ، ، ، ،
إن جمهورية الصومال الفيدرالية تثمن عاليا مواقف الدول العربية الشقيقة التي ساندتنا منذ اندلاع الأزمة في الأول من يناير لهذا العام، كما نرحب بتشكيل مجموعة العمل على المستوى الوزاري دعماً لحق جمهورية الصومال في الحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه.
ونؤكد أننا نتطلع للمزيد من الدعم العربي لموقفنا الرافض لهذا المخطط الإيثوبي، علما بأن الصومال لم تكن يوما تسعى الى الحرب وانما تمد يدها دوما للسلام، ولا يشغلنا سوى التنمية والاستقرار ومحاربة آفة الارهاب.
أَصْحَابُ اَلْجَلَالَةِ وَالْفَخَامَةِ وَالسُّمُوِّ ، ، ، ،
وفي هذا السياق ، لقد حرصت حكومة الصومال على تكثيف جهودها لتحرير البلاد من الجماعات الإرهابية ونجحنا في استعادة مناطق واسعة كانت تسيطر عليها الجماعات الإرهابية، وذلك بالتوازي مع جهودنا في استكمال الدستور، وتحقيق المصالحة الوطنية، وتقديم الخدمات الاساسية، ونؤكد في هذا الصدد عزم الصومال على مواصلة جهودها للتغلب على كآفة التحديات الراهنة من خلال دعم ومساندة الأشقاء العرب الذين نوجه لهم خالص الشكر والتقدير على وقوفهم المستمرعلى النطاق التنموي والانساني والذي ساهم في تحقيق هذه الإنجازات.
كما تسعى الصومال لتطبيق برامج طموحة لتنمية الصومال وتعزيز الاستثمارات وخلق فرص جديدة لتحقيق تطلعات شعبنا، يبني على الإنجازات التي نجحنا في تحقيقها على الرغم من التحديات الراهنة، من أبرزها اعفاء 4.5 مليار دولار من الديون المستحقة، ورفع حظر الأسلحة المفروض على بلادي. كما يعد انضمام الصومال إلى مجموعة دول شرق أفريقيا فرصة تاريخية، ليس فقط للصومال بل لكل الدول العربية كحلقة وصل تعزز أواصر التجارة والاستثمار بين العالم العربي وشرق أفريقيا مما يعزز الروابط الاقتصادية والثقافية ويوفر المزيد من الفرص لتحقيق التنمية المستدامة والنمو المشترك.
أَصْحَابُ اَلْجَلَالَةِ وَالْفَخَامَةِ وَالسُّمُوِّ ، ، ، ، ،
كما أن حكومتنا تخطط لتولي المهام الأمنية من قوات حفظ السلام الأفريقية الانتقالية (ATMIS) بالكامل في نهاية هذا العام، مما يتطلب تدريبًا مكثفًا وتسليحًا لقواتنا، لذا، نتقدم بطلب إلى الدول العربية الشقيقة لدعم هذا التحول الحيوي لتحقيق استقلالية أمنية دائمة للصومال تسهم في تعزيز الامن الوطني والاقليمي.
أَصْحَابُ اَلْجَلَالَةِ وَالْفَخَامَةِ وَالسُّمُوِّ ، ، ، ، ،
كما تعلمون إن بلدي الصومال غني بالعديد من الثروات، منها الثروة الحيوانية والقطاع الزراعي والسمكي والطاقة المتجددة وغيرها من الموارد، لذا يسعدني أن أدعوكم للاستثمار والاستفادة من الفرص الواعدة في الأسواق الصومالية؛ ونجدد الترحيب بالشركات والمؤسسات المالية العربية للاستثمار في الصومال وتتعهد الحكومة بتقديم كآفة التسهيلات اللازمة وتذليل كل العقبات مما يساهم في تنفيذ خطط الحكومة لإيجاد فرص عمل تقضي على البطالة وتدفع التقدم والتنمية والاإزدهار.
أَصْحَابُ اَلْجَلَالَةِ وَالْفَخَامَةِ وَالسُّمُوِّ ، ، ، ، ،
فِي اَلْخِتَامِ نُجَدِّدُ شُكْرُنَا وَتَقْدِيرُنَا لمملكة البحرين الرَّشِيدَةِ ملكا وحكومة وشعبا، وَنَتَمَنَّى لِقِمَّتِنَا اَلتَّوْفِيقَ وَالنَّجَاحَ لتحقيق تطلعات شعوبنا في العيش في سلام ورخاء واستقراروأمن، داعين المولى عز وجل أن يوفقنا لما فيه خير أمتنا.
وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةِ اَللَّهِ وَبَرَكَاتِهِ ، ، ،