الكاتب الصومالي السيد / إلياس ديريه
قام الرئيس حسن شيخ محمود بزيارة ناجحة إلى تركيا في الفترة ما بين 3-5 يونيو، وهي أول زيارة يقوم بها الرئيس إلى تركيا بعد انتخابه رئيسا لولاية ثانية، وتأتي هذه الزيارة إثر تلقي الرئيس دعوة من نظيره التركي رجب طيب أردوغان . والجدير بالذكر أن هذه الزيارة تأتي في وقت يشهد فيه القرن الإفريقي حالة جفاف شديدة مما أدى إلى نفوق كثير من الماشية وحدوث حالة سوء تغديه حادة للأطفال يمكن أن تتطور إلى مجاعة كاملة وشاملة.
ويرأى المحللون أن زيارة الرئيس الصومالي حسن شيخ إلى تركيا بعد انتخابه رئيسا تعبر عن مدى عمق العلاقات الأخوية والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، فالعلاقة بين الصومال وتركيا تعود جذورها إلى ما بين القرنين الرابع عشر والخامس عشر حيث كانت الخلافة العثمانية بمثابة حليف وشريك للسلطنات الصومالية آفات وعدل ضد أطماع البرتغاليين والأحباش ومحاولاتهم التوسع والاستيلاء على مدن الساحل الأفريقي.
والرئيس الحالي لتركيا رجب طيب أوردغان هو أول مسؤول عالمي رفيع المستوى يزور الصومال في الآونة الأخيرة حيث كانت له جهود جبارة في إغاثة المتضررين من المجاعة التي حدثت في عام 2011، وبقرار منه تم تنفيذ مشاريع تنموية عملاقة في الصومال كمستشفى أردوغان (مستشفى ديغفير سابقا)، وتطوير الميناء والمطار وبناء عدة طرق في العاصمة الصومالية مقديشو وقدم دعم لسنوات لميزانية الدولة الصومالية.
وفي خضم زيارته الحالية إلى تركيا التقى الرئيس الصومالي والوفد المرافق له بمسؤولين رفيع المستوى من الجانب التركي وناقش معهم سبل تقوية العلاقات والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، حيث إن تركيا تشغل وتدير مرافق صومالية مهمة كمطار ادن عدى الدولي وميناء مقديشو، كما تقوم بتدرب الجيش الصومالي في داخل الصومال وفي تركيا ومن المتوقع أن تتولى القوات المسلحة الصومالية (الجيش والشرطة والمخابرات) أمن البلاد بعد انتهاء وقت البعثة الأفريقية.
ومن النتائج الباهرة لهذه الزيارة أن الرئيس طلب من المسؤولين الأتراك تسهيل العقبات أمام رجال الأعمال الصوماليين وكذلك عن الاستثمارات التركية في الصومال فتركيا ترى أن الصومال يقع في موقع استراتيجي مهم يمكن أن يكون بوابة لدخول بضائعها ومنتجاتها إلى أفريقيا كما أن نجاح تركيا في إعادة إعمار الصومال ومساعدته في الوقوف على أقدامه تعطي صورة إيجابية لها في القارة السمراء التي طالما عانت من تدخلات القوى الاستعمارية الكبرى التي دائما كانت تجلب الخراب والدمار للقارة خلافا للأتراك الذين يقدمون الإغاثة والتنمية ومن ثم التجارة.
والتقى الرئيس حسن شيخ أيضا بالجالية الصومالية المقيمة بتركيا وحدثهم عن الأوضاع في الصومال وذكرهم بأن الصومال يحتاج إليهم وأن عليهم أن يستثمرا في بلادهم.
وفي ختام زيارته الرسمية إلى تركيا التقى الرئيس الصومالي بنظيره التركي حيث وافق الطرفان على استمرار التعاون وتقوية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين كما أكد الرئيس التركي لنظيره الصومالي بأن تركيا ستلعب دورا بارزا في الجهود الإنسانية في الصومال.
وختاما فإن زيارة الرئيس الصومالي إلى تركيا كانت ناخجة ومثتمرة وتعبر عن مدى أهمية العلاقة والشراكة الاستراتيجي بين البلدين الشقيقين. فالصومال الآن ليس بصومال الأمس، فهو صاعد وخارج من الحرب الأهلية، فهل ستستفيد تركيا من الموقع الاسترتيجي للصومال وتكون شريكا حقيقيا واستراتيجيا في إعادة إعمار الصومال ووقوفه على أقدامه مرة أخرى؟ أم سيكون للتاريخ له رأي آخر؟