مقديشو برس
ألقى دولة رئيس الوزراء الصومالي السيد حمزة عبدي بري ،اليوم الأربعاء،خطاباً في الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية والذي عقد عبر تقنية “فيديو كونفرانس” لبحث تداعيات إبرام مذكرة التفاهم غير القانونية بين اثيوبيا وإدارة أرض الصومال.
وكانت الحكومة الفيدرالية تقدمت بطلب إلى الجامعة العربية لعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب لبحث تداعيات إبرام مذكرة تفاهم بشكل غير قانوني الموقع بين إثيوبيا وإدارة أرض الصومال، تمنح بموجبه إستغلال 20 كيلومتر شمال غرب الصومال في البحر الأحمر.
نص الكلمة :
الـحـمـد لله رب الـعـالـمـيـن ، و الـصـلاة و الـسـلام عـلـي أشـرف الـمـرسـلـيـن و عـلـى آلـه و صـحـبـه أجـمـعـيـن.
معالي السيد /أحمد ابو الغيط – الأمين العام لجامعة الدول العربية.
معالي السيد / ناصر بوريطة – وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين في الخارج بالمملكة المغربية الشقيقة – رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية.
أصحاب السمو والـمـعـالـي ،،،،،
أصحاب السعادة المندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية .
الـحـضـور الـكـريـم.
الـسـلام عـلـيـكـم و رحـمـة الله و بـركـاتـه ,و بـعـد ،،،
أيـهـا الأخـوة الأعـزاء،،،
يسعدني في البداية؛ أن أشارككم في هذا الإجتماع الطارئ؛ استجابة لدعوة جمهورية الصومال الفيدرالية، وذلك لبحث تداعيات إبرام مذكرة التفاهم غير القانونية بين اثيوبيا واقليم أرض الصومال – الواقع شمال غرب الصومال، وهي جزء لا يتجزأ من أراضي جمهورية الصومال الفيدرالية- وتمثل انتهاكا صارخا لسيادة ووحدة أراضي جمهورية الصومال الفيدرالية ومبادئ القانون الدولي وعلاقات حسن الجوار والتعايش السلمي والاستقرار في المنطقة،
وقبل الإستفاضة في هذا الشأن، لابد لي من التطرق لمستجدات الاوضاع في الأراضي الفلسطينية، تؤكد الصومال موقفها الرافض للعدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني الشقيق، والمجازر التي يتعرض لها المدنيون تحت مرأى ومسمع العالم، والتي يندى لها الجبين وما خلفته من كارثة إنسانية غير مسبوقة، وتدمير البنى التحتية والمرافق الصحية في قطاع غزة، إننا إزاء هذا الشأن، ندعو المجتمع الدولي إلى الإضطلاع بمسؤولياته في حماية المدنيين الفلسطيين، وإلزام إسرائيل بالوقف الفوري لإطلاق النار ، ، وضرورة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن رقم ٢٧٢٠ والذي يؤكد على أهمية وصول المساعدات الانسانية دون عوائق إلى قطاع غزة.
أصحاب السمو والـمـعـالـي والسعادة،،،،،
أود أن أطلعكم على آخر المستجدات في الساحة الصومالية ، حيث أن إثيوبيا أقدمت على خطوة تتنافى مع كآفة القوانين والأعراف والقواعد الدبلوماسية الراسخة بإبرامها مذكرة تفاهم مع إقليم أرض الصومال، تستحوذ بموجبها على شريط بحري بطول 20 كيلومتر في شواطئ الصومال، في انتهاك صارخ لسيادة ووحدة جمهورية الصومال الفيدرالية على أراضيها، وهو الأمر الذي نرفضه جملة وتفصيلا بكل ما أوتينا من قوة، ولايضر بمصالح الصومال الوطنية وسيادتها ووحدتها فحسب؛ وانما يشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي والملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب .
وفي ظل التوترات المتسارعة في منطقة البحر الاحمر والتي تشكل تهديدا لحركة الملاحة التجارية، فإننا نعتقد بأن الخطوة التي أقدم عليها الجانب الاثيوبي هو مخطط مدروس يفاقم الأوضاع في مضيق باب المندب، وينذر بعواقب وخيمة لدولنا. وهو ما يحتم علينا توحيد جهودنا لتفعيل آليات العمل العربي المشترك واتخاذ خطوات جادة للتصدي للتدخلات في شؤون دولنا العربية، واحترام سيادة الدول والقوانين الدولية.
أصحاب السمو والـمـعـالـي والسعادة،،،،،
لا يخفى على مجلسكم الموقر، إن الأطماع الاثيوبية الفجة تستهدف الدول العربية المتشاطئة على البحر الأحمر في مسعى لخلق واقع ديموغرافي جديد في المنطقة عبر تنفيذ مخطط خطير للسيطرة على مداخل البحر الأحمر والاضرار بحركة التجارة والملاحة العالمية؛ وإننا إزاء هذه التحركات، ندعوكم إلى التكاتف والوقوف صفا واحدا لمواجهة هذا المخطط الاثيوبي، والتضامن مع الصومال في مواجهة هذا التحدي الكبير ، والخروج بقرارات صارمة ضد المطامع الاثيوبية العدوانية ومن يقف وراءها،…
أصحاب السمو والـمـعـالـي والسعادة،،،،،
إن تصرفات “ابي أحمد” الخارجة عن الاعراف الدولية المستقرة تتنافى مع قيم السلام والتسامح والتعايش السلمي ، وهي التي على أساسها أعطيت له جائزة نوبل للسلام، في الوقت الذي يسعى الى إستفزاز وزعزعة أمن دول الجوار وأولها الصومال، مما يفرغ تلك الجائزة من مضمونها ورسالتها السامية، وقد أساء توظيف الجائزة وجعلها وسيلة لأشعال الحرب وانتهاك سيادة الدول وليست جائزة للسلام.
أصحاب السمو والـمـعـالـي والسعادة،،،
تأتي هذه التطورات في وقت تشق فيه الصومال طريقها نحو التنمية والبناء والاستقرار ، وقد خطونا خطوات ملموسة في هذا الاتجاه وآخرها انضمام الصومال إلى مجموعة شرق أفريقيا الشهر الماضي لتعزيز الروابط الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وتسريع التنمية في منطقتنا، وقد نجحت بلادي في القضاء على الارهاب ، حيث تخوض قواتنا المسلحة حربا شرسة ضد جماعة الشباب الإرهابية ، وقد نجحت في تحرير مناطق واسعة من الصومال بنسبة كبيرة تجاوزت 80بالمائة، ولا زلنا نسعى لتحرير كامل أراضينا من تلك الأفكار المتطرفة والهدامة، ولكن اقدام اثيوبيا على تلك الخطوة بالالتفاف على سيادة الصومال من خلال إبرام هذه المذكرة مع اقليم صومالي يعرقل جهود الصومال نحو التنمية والاستقرار، ويؤجج الصراع ليس في الصومال فحسب، وانما سيلقي بظلاله الكارثية على المنطقة بأكملها وخاصة القرن الإفريقي، و لن تثنينا أثيوبيا عن هدفنا بالارتقاء بالصومال نحو مستقبل واعد للشعب الصومالي في كل شبر من أراضينا.
إن الصومال في ظل قيادة فخامة الرئيس الدكتور حسن شيخ محمود، كانت ومازالت تمد يدها للسلام وهدفنا الاستراتيجي التنمية وحسن الجوار لا الحرب ، وفي الوقت الذي أبدت الصومال حسن نواياها من خلال طرح مقترح جديد للتعايش السلمي والتكامل الاقتصادي بعد قرون من العداء بين البلدين، ولكن اثيوبيا في المقابل كانت ولا تزال تسعى الى اثارة الفوضى والتفرقة في المنطقة.
إننا نرفض تلك الممارسات الإثيوبية التي تشعل المنطقة بأسرها بهدف شغل الرأي العام عما يجري داخل إثيوبيا،وهي محاولات مفضوحة ويعلمها القاصي والداني،إن الصومال لم يتدخل يوما في الشأن الداخلي لاثيوبيا .. وعليها احترام سيادة الصومال وقواعد حسن الجوار .
أصحاب السمو والـمـعـالـي والسعادة،،،
لايخفى على أحد الصراعات المشتعلة وتوتر الأوضاع في معظم الدول العربية حاليا، فالمنطقة الان على “صفيح ساخن” سواء ما يجري من عمليات في البحر الأحمر ، او ما يجري في الأرضي الفلسطينة والسودان واليمن، ونحذر من فتح جبهة جديدة للصراع في الصومال، ولن نسمح لأن تكون بلادنا ساحة لتسوية الخلافات والصراعات الإقليمية او الدولية على أراضينا .
أصحاب السمو والـمـعـالـي والسعادة،،،
إن جمهورية الصومال الفيدرالية تثمن عاليا مواقف الدول الشقيقة والصديقة التي دعمت الصومال منذ اندلاع الأزمة في الأول من يناير الجاري ، ونؤكد أن الصومال تتطلع للمزيد من الدعم العربي لموقفها الرافض لهذه الخطوة، كما نجدد التاكيد من هذا المنبر، ان الصومال لن يقبل المساس بشبر واحد من أراضيه التي حافظنا عليها طوال سنوات وعبر الأجيال وعند أحلك الظروف في ظل غياب الحكومة المركزية، فكيف نتنازل الآن عن سيادتنا وقد استعاد الصومال عافيته.
فـي الـخـتـام، نجدد الشكر لسرعة الاستجابة لعقد هذا الاجتماع الطارئ ، وندعو الله ان يوفقنا لما فيه خير لامتنا وأن يسدَد جهودكم لتجاوز الاوضاع الاستثنائية التي يعيشها وطننا العربي بما يعزز أمننا واستقرارنا ويحقق ما تتطلع اليه شعوبنا من ازدهار ورخاء.
وأخـيـرا أكرر الشكر لكـل الـحـاضـريـن فـي هـذا الاجـتـمـاع الهام.
و دمـتـم فـي عـون الله و حـفـظـه ،،،
و الـسـلام عـلـيـكـم و رحـمـة الله و بـركـاتـه ،،،.