هرغيسا/ مقديشو برس
قدّم رئيس صوماليلاند، عبدالرحمن محمد عبدالله، أمام البرلمان، خطابه الأول منذ توليه المنصب، مستعرضاً إنجازات حكومته خلال الفترة الماضية، وأبرز التحديات التي واجهتها البلاد، إضافة إلى رؤيته لتعزيز التنمية الداخلية وتوسيع دائرة الاعتراف الدولي.
وأكّد عبدالرحمن أن حكومته تبذل جهوداً حثيثة لإعادة تنشيط علاقات صوماليلاند الدولية وتوسيع شراكاتها الثنائية، مشيراً إلى أن استراتيجيتها الدبلوماسية تركز على كسب الاعتراف الدولي بالدولة، انطلاقاً من مبدأ المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل.
وسلّط الضوء على الشراكة المتنامية مع دولة الإمارات، التي أبدت استعدادها للاستثمار في قطاعات استراتيجية كالثروة الحيوانية والزراعة والصيد البحري والتعدين، إلى جانب تقديم دعم مباشر للبنية التحتية. كما أشار إلى مشاركته في المنتدى العالمي للحكومات في دبي، الذي وصفه بفرصة مهمة لتسويق موارد صوماليلاند على المستوى الدولي.
وكشف عن خطوات لتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ودول إفريقية مؤثرة في القرن الإفريقي، مؤكداً أن تلك الدول أبدت تقديراً واضحاً لتجربة صوماليلاند في بناء المؤسسات وحفظ الاستقرار.
وفي سياق متصل، جدد عبدالرحمن تمسك حكومته بالعلاقات التاريخية القائمة على التعاون وحسن الجوار مع دولتي إثيوبيا وجيبوتي، كاشفاً عن زيارات رسمية مرتقبة لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي مع العاصمتين.
وفي موقف حازم، تطرق رئيس صوماليلاند إلى الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس وزراء الصومال حمزة عبدي بري إلى إقليم سول معتبراً إياها اعتداءً صريحاً على سيادة صوماليلاند، وأكد أن حكومته بعثت رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي تدين ما وصفه بـ”إعلان حرب يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وإفشال جهود المصالحة الوطنية”.
وفي الشأن الداخلي، استعرض رئيس صوماليلاند أبرز المشاريع التنموية في مجالات الطرق والكهرباء والمياه، مشيراً إلى إطلاق خطة لخفض أسعار الطاقة في بربرة، وحفر عشرات الآبار لتحسين إمدادات المياه.
كما أعلن عن خطوات إصلاحية في القطاع الأمني شملت تحديث بيانات القوات ودفع الرواتب عبر النظام المالي الرسمي، إلى جانب دعم أسر العسكريين وتحسين ظروفهم المعيشية.
وأكد التزام حكومته بالحوكمة الرشيدة ومحاربة الفساد، مشيراً إلى ارتفاع الإيرادات بنسبة 19% خلال الفترة الأخيرة ، بفضل إصلاحات هيكلية وضبط مالي.
واختتم عبدالرحمن خطابه بالدعوة إلى توحيد الصف الوطني، والعمل بروح الفريق لتجاوز الخلافات السياسية وتحقيق نهضة اقتصادية شاملة، مؤكداً أن صوماليلاند ماضية في طريقها بثقة نحو الاعتراف الدولي وبناء دولة مستقرة وقوية.