مقديشو برس
احتفلت وزارة الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة الفيدرالية الصومالية، اليوم السبت ، باليوم العالمي لحرية الصحافة، موجهةً التهاني إلى الصحفيين الصوماليين، ومشيدةً بدورهم المحوري في تعزيز الشفافية والديمقراطية وبناء مجتمع مستنير.
وقال وزير الإعلام، داود أويس جامع، في بيان رسمي: “الصحفيون يمثلون صوت المجتمع وضميره، ويضطلعون بدور لا غنى عنه في نقل الحقيقة وترسيخ قيم المساءلة.” كما شدد على أهمية التغطية المهنية في زمن تتسارع فيه تقنيات الإعلام وتزداد فيه أخطار المعلومات المضللة.
وجاء احتفال هذا العام تحت شعار اختارته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو): “التغطية الصحفية في عالم جديد وجريء: تأثير الذكاء الاصطناعي على حرية الصحافة والإعلام”، في إشارة إلى التحولات الجذرية التي يشهدها الإعلام بفعل تطورات الذكاء الاصطناعي.
وأشار الوزير أويس إلى أن “الفرص التي تتيحها التكنولوجيا يجب أن تقابلها مسؤولية مهنية في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، مع الحفاظ على أعلى معايير الدقة، ومكافحة الأخبار الزائفة والتضليل الإعلامي.”
كما دعا الوزير الصحفيين الصوماليين إلى القيام بدور فاعل في التوعية المجتمعية، والتصدي للفكر المتطرف، والمساهمة في جهود بناء السلام، وتسليط الضوء على آثار التغير المناخي، الذي يُعد من أبرز التحديات التي تواجه الصومال والمنطقة.
وأكد أن الحكومة الفيدرالية ملتزمة بدعم حرية الصحافة وتطوير البيئة الإعلامية من خلال إصلاحات قانونية وتدريبية، تهدف إلى تمكين الإعلام المهني والمستقل الذي يخدم التنمية والاستقرار.
غير أن مشهد حرية الصحافة في البلاد لا يخلو من منغصات، إذ أصدرت رابطة الصحفيات الصوماليات (SOMWA) تقريرًا حديثًا وثّق أكثر من 30 حالة اعتقال، و20 عملية مصادرة لمعدات إعلامية، إضافة إلى مقتل صحفي واحد، وذلك خلال الأشهر الأربعة الأولى فقط من عام 2025.
ووصفت الرابطة هذه الأرقام بأنها “رسالة مرعبة تهدد بيئة العمل الصحفي”، داعيةً السلطات الصومالية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الصحفيين وضمان بيئة آمنة لممارسة المهنة دون خوف أو تضييق.
ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه التحديات الأمنية والاقتصادية في الصومال، ما يضع الإعلام أمام مسؤوليات جسيمة، ويُحتم على الدولة والمجتمع توفير الضمانات الكفيلة بحماية حرية التعبير ودعم الصحافة السؤولة.