مقديسو برس/ بقلم: نبيل البكيري، صحفي وباحث يمني
مقديشو المدينة التّي تفتحُ لك ذراعيها وتسلمك قلبها من أول لحظة دون مقابل ولا يعرف البخلُ إلى قلبها طريقاً. زرت دولاً عدة ومدناً عربية كثيرة لكنني لم أجد أكثر شهامة و كرماً من أهل هذه المدينة الرابضة على صدر المحيط الهندي كعروسة تواجه تكالب الزمن عليها بابتسامة الأمل الخجلى.
ثمة حكايات وحكايات كثيرة لا يمكن اختزالها هنا ببوست واحد عن عشرة أيام عشتُ تفاصيل تفاصيلها وكأني بين أهلي وأحبتي الذين كأنني عدتُ إليهم بعد غياب طويل ولكني وجدتني أزال أشبههم ويشبهونني في كل شيء.
مقديشو مدينة عصية على تقلبات الزمان وصروفه تقاوم كل مالا يروقها ويعكر صفوها بابتسامة منكسرة وتمضي بأبنائها الذين يتقاطرون إليها من كل المنافي والشتات ولا يجدون عنها بديلاً لزيارتها وتجديد طاقتهم الحياتية.
تفاجأك مقديشو بنخبها التي بقت تقاوم الفناء والتهجير وظلت هناك ممسكة بخيط الأمل وتلك التي في لحظة ما غادرت ولكنها عادت سريعاً و لم يقدر على الفراق الطويل.
مقديشو الف حكاية وحكاية تنتظر راويها المحب ليحكي لنا قصتها فوراء كل إنسان ومكان الف حكاية وحكاية . هذه مجرد خواطر سريعة اكتبها من على مقعد الطائرة التي لحقتها في دقائقها الأخيرة وإن شاء الله سيكون لنا الكثير من الكتابات القادمة عن مدينة يعمر أنسها ويصنع بهجتها أناس من الزمن الجميل الذين لم يتغيروا ولم يتبدلوا وخلطوا كل القيم وأجملها قديمها وحديثها في قالب من الحب والعشق والجمال والإنسانيّة ويستعدون للانطلاق بالعنقاء الصومالية من بين رماد العقود الموحشة.
للأحباب والأصدقاء لايفي شيء حقكم وشهامتكم وكرمكم لقد أخجلتمونا وغمرتمونا بكرمكم وأهتمامكم . وداعاً مقديشو وإلى لقاء قريب