مقديشو برس
تحتفل سفارة جمهورية الصومال الفدرالية باليوبيل الذهبي للعلاقات الصومالية القطرية، وذلك بمناسبة مرور 50 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية الصومالية القطرية، في 3 فبراير 1974م. لقد شهدت هذه العلاقات مسيرةً حافلةً بالتعاون والإنجازات في مختلف المجالات، بدءاً من الدعم السياسي المتبادل، مروراً بالتعاون الاقتصادي والتجاري، وصولاً إلى المساعدات الإنسانية والاستثمارات التنموية.
قامت العلاقات الصومالية القطرية في عمقها التاريخي على ركائز أساسية تمثلت في مبدأ التعاون في مختلف المجالات، والروابط الأخوية المتينة، وجسر القواسم المشتركة العابر بالروافع السياسية والدبلوماسية، والاقتصادية، والإجتماعية والثقافية. مما جعل العلاقات الصومالية القطرية نموذجاً يُحتذى به في العلاقات الأخوية بين الدول، فهي مبنية على أسس راسخة تقوم على مبدئية تبادل الإحترام، واستمرارية أصالة التعاون.
يقف تاريخ العلاقات الثنائية بين جمهورية الصومال الفيدرالية ودولة قطر الشقيقة، قبل وطوال ذهبيته، شاهداً على عراقة وأصالة ومتانة مسيرة دبلوماسية التعاون والتحالف في كل ما من شأنه تحقيق مصالح البلدين، حيث وضعت طبيعة ومحددات وأنماط العلاقات الصومالية القطرية في طليعة ومصاف العلاقات النموذجية.
ويأتي وجه النمذجة في أنها أصبحت علاقات بدرجة من المثالية والأبعاد الإستراتيجية محفورة في المدركات والوجدان الرسمي والشعبي الصومالي والقطري على السواء، يؤكد ذلك سلسلة من المحددات التي لا تتزحزح، ويأتي في مقدمتها مشتركات الهوية العربية الإسلامية، والتاريخ المشترك، وجذور التواصل والانتماء عبر الزيارات المتبادلة رفيعة المستوي للمسؤولين بكافة مستوياتها الرسمية والشعبية، والمتوجة بتوقيع العديد من الاتفاقيات المشتركة، فكان لقوة هذه المحددات سرها ودورها الملموس في دعم وتوطيد العلاقات الثنائية بين الصومال ودولة قطر.
تجلت متانة وقوة العلاقات الصومالية القطرية في شيئين، مثلا وظلا علامة فارقة في مسيرة العلاقات بين البلدين وهما:
١- عظمة وقدر الجهود القطرية في الصومال والتي تجلت أهم مؤشراتها في الدعم القطري السخي للصومال في أهم القضايا المصيرية، وهي دعم الأمن والاستقرار، واسهاماتها المقدرة في النمو الاقتصادي، المتمثل في جهودها لدعم برنامج إعفاء الديون عن الصومال، ودعم المشاريع التنموية والبنية التحتية، وإعادة تأهيل المرافق الحكومية.
٢- جهود دولة قطر السياسية التي يجسدها التطور اللافت في العلاقات السياسية بين جمهورية الصومال ودولة قطر، من خلال التنسيق المتبادل بين الدولتين في المحافل الإقليمية والدولية تجاه القضايا ذات الأهتمام المشترك بما يخدم المصالح الوطنية الإستراتيجية المشتركة للصومال وقطر.
لاشك، أن هذه المناسبة التاريخية تبرز أهمية دور قطر كشريك وحليف إستراتيجي للصومال، حيث يُظَهِر التزام كلا البلدين بتعزيز التعاون المستدام وبناء شراكة قائمة على المصالح المشتركة تتناسب عمق العلاقات التاريخية في حضرة شهود اليوبيل الذهبي للعلاقات الصومالية القطرية.