عروشا / مقديشو برس
شارك السفير الصومالي لدى تنزانيا، إلياس علي حسن، في الاجتماع السابع والأربعين لمجلس وزراء مجموعة دول شرق إفريقيا. وأبرز السفير خلال كلمته التزام الصومال بالتعاون الإقليمي والتكامل الاقتصادي، مشيراً إلى حرص بلاده على تنفيذ الاتفاقات التي وقّعت في إطار انضمامها الأخير إلى المجموعة.
وأشاد بالتقدم المحرز في الصومال على صعيد الأمن والحوكمة والإصلاحات، مؤكداً أن بلاده مستعدة للعب دور فاعل داخل المجموعة. كما لفت إلى معاناة عدد كبير من المواطنين الصوماليين في دول شرق إفريقيا من العقبات الناجمة عن قيود التأشيرة وشروط السفر.
وفي سياق حديثه عن هذه التحديات، قال السفير إلياس: «مواطنو الصومال يواجهون حواجز أمام حركتهم داخل المجموعة، مما يعرقل أنشطتهم الاقتصادية ويقوّض مبدأ التكامل الإقليمي». وأضاف أن «جميع الدول الأعضاء يجب أن ترفع قيود التأشيرة وتزيل المعوقات المتعلقة بالسفر أمام مواطني الصومال لضمان المساواة والوحدة والرخاء المشترك في المنطقة».
وشدّد على أن تنفيذ بنود بروتوكول السوق المشتركة الخاصة بإلغاء تأشيرات دخول مواطني دول شرق إفريقيا إلى دول الأعضاء يعد خطوة أساسية، لما ينطوي عليه ذلك من تمكين لحركة الأفراد والبضائع عبر الحدود. وأكد أن هذه الإجراءات ضرورية لتعزيز حرية التنقل والنمو الشامل في شرق إفريقيا، بما يحقق الفائدة للجميع دون استثناء.
وأكّد السفير كذلك أهمية تبني سياسات شاملة تضمن حرية التنقل والمعاملة العادلة وفتح الفرص لجميع مواطني شرق إفريقيا، بما في ذلك الصوماليين. تعكس هذه التصريحات حرص الصومال على المساهمة بفعالية في تحقيق أهداف المجموعة، ولا سيما تعزيز الروابط الاقتصادية وزيادة حجم التجارة البينية وتحقيق حركة حرة للسلع والأشخاص داخل دول الكتلة الإقليمية.
ويأتي ذلك في ظل عملية اندماج الصومال المتصاعدة في المجموعة، حيث تمّ خلال القمة العادية الثالثة والعشرين لمجموعة شرق إفريقيا في عروشا بتنزانيا في 24 نوفمبر 2023 الموافقة على انضمام الصومال كعضو ثامن. وبعد ذلك، صادق البرلمان الصومالي بأغلبية ساحقة (148 صوتاً من أصل 150) على معاهدة الانضمام في 10 فبراير 2024، لتكتمل بذلك إجراءات العضوية الرسمية.
تجدر الإشارة إلى أن مجموعة شرق إفريقيا تأسست بموجب معاهدة دخلت حيز التنفيذ في 7 يوليو 2000، ويقع مقرها في مدينة أروشا بتنزانيا. وتضمّ المجموعة ثماني دول شقيقة:
- جمهورية الكونغو الديمقراطية
- جمهورية بوروندي
- جمهورية كينيا
- جمهورية رواندا
- جمهورية جنوب السودان
- جمهورية أوغندا
- جمهورية تنزانيا المتحدة
- وجمهورية الصومال الفيدرالية
وقد انضمت الصومال رسمياً إلى المجموعة في عام 2023 بوصفها العضو الثامن، بعد استكمالها الإجراءات المطلوبة وفقا لدستورها الوطني وبروتوكول القبول المعلن عن قبوله في قمة القادة. وتعمل المجموعة منذ تأسيسها على تسهيل التجارة عبر حدودها بتوحيد السياسات الاقتصادية، فقد أُطلق الاتحاد الجمركي عام 2005، وأُنشئت سوق مشتركة عام 2010 تتيح حرية حركة السلع والخدمات والعمال ورأس المال داخل المنطقة. وتسعى دول الكتلة المستقبلية إلى إقامة اتحاد جمركي وعملة موحدة فيما بعد، كجزء من مسار التكامل الكامل الذي يشمل أيضاً التعاون السياسي والمالي.
تؤكد دعوة السفير الصومالي الأخيرة على رفع قيود التأشيرة وإزالة العقبات أمام مواطني الصومال أهمية متابعة آليات التكامل الإقليمي. فهي تأتي لتدعم رؤية تكاملية يسعى إليها الشركاء في شرق إفريقيا، وتسلط الضوء على ضرورة التزام الدول الأعضاء بتنفيذ تعهداتها، بما يعزز حرية التنقل والنمو الشامل لمواطني المنطقة جميعاً.