مقديشو برس/ بقلم الصحفي أحمد محمد أحمد
في زمن تسيطر فيه الصور النمطية السلبية عن الصومال على وسائل الإعلام، ظهر صانع المحتوى الجزائري مهدي شطاح ليأخذنا في رحلة فريدة توثق الجانب الإيجابي والجميل لهذا البلد. من خلال عدسته، استطعنا أن نرى الصومال كما لم نره من قبل: بلد يعج بالطبيعة الخلابة، التراث الثقافي، والتطور اللافت.
مزارع مدينة “بلعد” وشواطئ مقديشو الساحرة
ركز مهدي شطاح في جولته على إبراز جمال مزارع مدينة “بلعد”، التي تقع على بعد حوالي 30 كيلومترًا من العاصمة مقديشو. هذه المزارع الخصبة تقدم صورة حية عن الإمكانات الزراعية الكبيرة للصومال، والتي تمثل مصدرًا أساسيًا للاقتصاد المحلي.
كما لم تغب الشواطئ الخلابة في مقديشو عن عدسة مهدي، حيث أظهر المياه الزرقاء الصافية، التي تعدّ من أجمل المشاهد الطبيعية في إفريقيا، مؤكدًا أنها وجهة سياحية واعدة.
الأكلات التقليدية وكرم الضيافة
في الفيديو، سلط مهدي الضوء على المطبخ الصومالي الغني بالنكهات والتقاليد، حيث استعرض أكلات شعبية مثل “عبولو” ” مع الكسافا و”عنجيرو”، اللتان تُعبران عن التنوع الغذائي والثقافي في الصومال. إلى جانب ذلك، أظهر كرم الضيافة الصومالي الذي يُعد جزءًا لا يتجزأ من هويته، حيث استقبل السكان المحليون الزائر بحفاوة كبيرة وترحيب يعكس قيم الاحترام والتقدير للضيف.
التطور الاقتصادي والتكنولوجي
لم يقتصر الفيديو على الطبيعة والثقافة فقط، بل أظهر أيضًا التطور الذي يشهده الصومال في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا. من الأسواق المزدهرة إلى الشركات الناشئة، أصبح واضحًا أن الصومال يسير بخطى ثابتة نحو مستقبل واعد، رغم التحديات التي يواجهها.
الأمن والاستقرار
تناول مهدي أيضًا الوضع الأمني، وأبرز المشاهد التي تعكس الاستقرار في العديد من المناطق، مما يُظهر الجهود المبذولة لبناء مستقبل مستقر وآمن للصومال وشعبه.
نتوجه بالشكر الجزيل لصانع المحتوى مهدي شطاح، الذي استطاع بعدسته أن يُغير الصورة السلبية المرسومة عن الصومال، ويظهر جماله وتراثه للعالم. كما لا ننسى أن نُحيي الجزائر، بلد الشهداء والكرم، التي ينتمي إليها مهدي، والمعروفة بمواقفها التاريخية وروحها الطيبة.
إن جهود مهدي شطاح تُعد مثالًا يُحتذى به في استخدام الإعلام والتواصل لإظهار الحقائق، ونأمل أن تلهم صناع محتوى آخرين لتوثيق الجمال المخفي في كل بقاع العالم.
يقول مهدي: “سافر، وستعلم أننا لسنا أفضل الشعوب”، كلماتٌ تنبع من روح متواضعة، تشهد على الوعي العميق بالمصير المشترك للإنسانية. ففي هذا القول، يتكشف سلوكه المتزن الذي لا يتفاخر ولا يتعالى، بل يعترف بالحقيقة التي تخلو من الزيف. إنها دعوة للتواضع والتعلم، والإقرار بأن لا أحد فوق الآخر، وأن التفوق ليس في النسب أو المكان، بل في الأخلاق والمواقف التي تصنعها الشعوب.