مقديشو برس / وكالة صونا
يوافق اليوم الثلاثاء ، الـ12 من أكتوبر التاسعة والستين ، من اختراع العلم الوطني بجمهورية الصومال الفيدرالية، وقد ابتكر العلم السيد محمد عوالي ليبان في الثاني عشر من شهر أكتوبر سنة 1954م.
والعلم الصومالي يتألف من قطعة قماش مزركشة باللون الأزرق “السماوي” تتوسطه نجمة خماسية بيضاء، ويرمز اللون الأزرق إلى الرخاء والثروة الطبيعية المتمثلة في الثرة السمكيَّة في المحيط الهندي وخليج عدن، حيث يعدُّ الصومال صاحبة أطول ساحل إفريقي، إضافة إلى صفاء الجوّ ومتعة الطقس المعتدل، أما النجمة البيضاء التي تتوسط العلم فالبياض يرمز إلى حب السلام، وإلى الأجزاء الصومالية الخمسة التى قسمها الاستعمار، وهذه الأجزاء هي: 1- الصومالي الجنوبي، 2- الصومال الشمالي، 3- مقاطعة أنفدي في كينيا، 4- الصومال الغربي في إثيوبيا، 5- الساحل الصومالي الفرنسي (جيبوتى).
هذا وقد تم اعتماد العلم الذي صممه السيد محمد عوالي ليبان بعد نقاش مكثف وطويل عقب اجتماع المجلس التشريعي الصومالي تحت الوصاية بحضور ممثلين عن الشعب الصومالي والأمم المتحدة وإيطاليا لوضع كافة التشريعات قبل الاستقلال، ولكن السلطات الإيطالية رفضت هذا العلم معلِّلة بأنه يشبه علم جمهورية “زائير” (الكنغو الديمقراطية حاليا).
ووقف الحاج محمد عوالي ليبان وسط القاعة وأخرج من جيب سترته العلم الذي أبدعه وعرضه على الحاضرين واحدا تلو الآخر، وشرح دلالات الألوان وما تستند إليه من معاني وطنية. وعند انتهاء الحاج عولي من العرض، وقف له جميع الحاضرين وصفقوا له بحرارة، واقترح المندوب المصري نقل الأمر الي البرلمان المحلي للتصويت عليه تمهيدا لاعتماده رسميا.
ولم تصمد تلك التعليلات الواهية طويلا أمام رغبة الصوماليين في الاعتماد على علمهم الجديد، وقد شرح مصمم العلم السيد محمد عوالي ليبان للسلطات الإيطالية الفرق بينه وبين العلم “الزئيري” حيث أوضح لهم بأن النجمة الخماسية التي تتوسط العلم الزئيري ذهبية اللون وهناك نجمات أخرى بجانب النجمة الوسطية، بينما النجمة الخماسية فى العلم الصومالي بيضاء نقية، وأخيرا تم اعتماده، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم لا يزال هذا العلم الجميل يرفرف فوق تراب الوطن، رغم كل التحديات وكل الظروف التى واجهته دون إدخال أي تعديلات على تصميمه.
وكان العلم الصومالي يحظى باحترام الجميع وكان محبوبا لدى مختلف فئات المجتمع الصومالي منذ رفعه على سارية العلَم التى كان يرفرف منها علم المستعمر في 26من يونيو/حزيران عام 1960م ووصف الشاعر الصومالي الشهير عبد الله سلطان “تمعدي” أجواء لحظة رفعه وإنزال علم المستعمر البريطاني والتي أذكر منها هذه الأبيات :
أنت العالي والكامل الذي لا ينقص.
أَنْزِلْ هذا (أي عَلَم المستعمر) وارْفَع هذا (أي علم الصومال).
بدوره ألف الأديب الوطني حسين أوفارح أغنية مؤثرة غناها الفنان الشهير عبد الله قرشي حيث قال :
لكل شعب علم بألوان خاصة..
وعلم شعبنا بلون السماء بدون غيوم.
أحبوه!
أيتها النجمة البيضاء أنت نصر لنا.
أنت رمز بلادي وشعبي.
كوني كشمس الضحى.