مقديشو/ نيوز الأمم المتحدة
حذر منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في الصومال، آدم عبد المولى، من أن الصومال على شفا جوع مدمر وواسع الانتشار ومجاعة جماعية يمكن أن تودي بحياة مئات الآلاف من الناس. وشدد على ضرورة اتخاذ إجراء فوري لتلافي حدوث ذلك.
وكان السيد عبد المولى يتحدث، عبر الفيديو، إلى الصحفيين، في مقر الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، مشيرا إلى تفاقم حالة الجفاف الطارئة في البلاد، بصورة كبيرة، منذ بداية العام. وحذر من “كارثة تلوح في الأفق“.
ووصف المسؤول الأممي الوضع بأنه “قاتم”.
“احتجبت الأمطار لأربعة أعوام على التوالي، مما تسبب في أسوأ موجة جفاف في الصومال، منذ أربعة عقود على الأقل. في الوقت نفسه، ارتفعت أسعار المواد الغذائية، ولا تزال المساعدات الإنسانية بعيدة عن متناول ملايين الصوماليين، حيث لا تزال الموارد اللازمة لتلبية احتياجاتهم محدودة. في تحليلنا، أثر الجفاف حتى الآن على سبعة ملايين شخص، وشرد أكثر من 805 آلاف شخص آخر من منازلهم”.
وفقا للسيد عبد المولى، شهدت بعض المناطق هطول أمطار معتدلة ومتفرقة، في الآونة الأخيرة، ولكنها لم تكن كافية للتخفيف من ظروف الجفاف القاسية، مشيرا إلى خطر ملموس يتمثل في احتمال أن يكون موسم الأمطار القادم أيضا أقل من المتوسط، مما يعني احتجاب الأمطار للموسم الخامس على التوالي.
“إذا تحققت هذه التوقعات، فسوف يزداد الوضع سوءا حتى منتصف عام 2023، على أقرب تقدير. هناك بالفعل ثماني مناطق في الصومال معرضة بشكل متزايد لخطر المجاعة، لا سيما في جنوب البلاد؛ في المناطق التي يحول فيها انعدام الأمن والنزاع دون وصول المساعدات الإنسانية”.
النساء والأطفال
وقال المنسق الأممي إن 7.1 مليون صومالي- أي نحو 50 في المائة من السكان- يواجهون حاليا انعدام الأمن الغذائي وقد يستمر ذلك حتى أيلول/سبتمبر، على الأقل، مشيرا إلى أن 213 ألفا من هؤلاء سيواجهون جوعا ومجاعة كارثية، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 160 في المائة منذ نيسان/أبريل الماضي.
وقد تضررت النساء والأطفال وكبار السن بشكل خاص، حيث شكلوا 82 في المائة من مجموع النازحين بسبب الجفاف منذ كانون الثاني/يناير. يواجه ما يقدر بنحو 1.5 مليون طفل، دون سن الخامسة، سوء التغذية الحاد، بما في ذلك أكثر من 386 ألفا من المحتمل أن يعانوا من سوء التغذية الحاد – بزيادة قدرها 55 ألفا مقارنة بالتقديرات السابقة.
ومن المرجح أن تتفاقم أزمة سوء التغذية مع تدهور حالة التغذية في المناطق المتضررة، ولا يزال الوصول إلى الأشخاص المحتاجين صعبا بالنسبة للوكالات الإنسانية.
الماشية لم تسلم
الماشية- التي تعد مصدرا رئيسيا لكسب العيش بالنسبة للأسر الصومالية- لم تسلم من هذا الجفاف. فمنذ منتصف عام 2021، نفق حوالي 3 ملايين رأس من الماشية بسبب الجفاف.
وكما هو متوقع، أدى انخفاض إنتاج اللحوم والألبان إلى تفاقم حالة سوء التغذية، لا سيما بين الأطفال الصغار في المناطق الرعوية.
الاستثمار في توفير سبل عيش مستدامة
بينما يركز العاملون في المجال الإنساني على إنقاذ الأرواح وتجنب المجاعة، دعا منسق الشؤون الإنسانية المجتمع الدولي أيضا إلى ضرورة الاستثمار في توفير سبل عيش مستدامة، وتعزيز القدرة على الصمود، وتطوير البنية التحتية، والتكيف مع المناخ، والحلول الدائمة لضمان بقاء المتضررين من الأزمات على قيد الحياة في المستقبل.
لم يفت الأوان
المسؤول الأممي قال إن الأوان لم يفت لتفادي حدوث مجاعة تلوح في الأفق، مؤكدا أنه لا يزال من الممكن إنقاذ الأرواح وسبل العيش. “لكن علينا أن نتحرك على الفور”.
وأفاد بوصول الوكالات الإنسانية إلى 2.8 مليون شخص بين كانون الثاني/يناير ونيسان/أبريل 2022 من خلال توفير المساعدة المنقذة للحياة، مشيرا إلى أن هذه التدخلات من قبل الشركاء في المجال الإنساني حالت، حتى الآن، دون حدوث أسوأ النتائج، ولكنها لا تستطيع التعامل مع المستويات المتزايدة للاحتياجات.
أشار إلى أن الموارد المتاحة منخفضة للغاية. فقد تلقت خطتنا للاستجابة الإنسانية لعام 2022 18 بالمائة فقط من التمويل المطلوب.
“لا يمكننا انتظار إعلان رسمي عن المجاعة للعمل على نطاق واسع – بحلول ذلك الوقت، سيكون الأوان قد فات. لقد كنا هناك من قبل. في عام 2011، أدى الجفاف الشديد إلى مجاعة أودت بحياة ربع مليون شخص، جزئيا لأننا كنا بطيئين في التصرف. يجب ألا نسمح بحدوث ذلك مرة أخرى”.
وحث المانحين والشركاء، بشكل خاص، على التعجيل بتقديم تعهداتهم مسبقا وزيادة المساعدة لشعب الصومال. “يجب أن نتحرك الآن لتجنب كارثة إنسانية”.