الكاتب : عبدالرحمن معلم عبدالله حسن (كاتب صومالي متخصص في السياسات العامة ومكافحة الإرهاب)
توطئة
تعتبر قطر من الدول الأكثر تأثيرا في الشأن السياسي الصومالي منذ 2006، وانطلاقاً من أواصر الصداقة والتعاون بينها وبين الصومال، قام رئيس الوزراء جمهورية الصومال الفيدرالية السيد/ حمزة عبدي بري، بزيارة رسمية لقطر في الفترة ما بين 04-09 سبتمبر الجاري برفقة وفد تضمن كلا من وزير الخارجية السيد ابشر عمر هروسى، ووزير المالية السيد بيحي إيمان عجي ووزير الأمن الداخلي الدكتور محمد الشيح احمد ووزير التربية والثقافة والتعليم العالي السيد فارح الشيخ عبد القادر ومدير دائرة الاستثمار في وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية السيد محمد دوبي وعدد من المستشارين لرئيس الوزراء من بينهم كبير المستشارين الدكتور أحمد نور محمد عبدي ومستشار الشؤون الأمنية السيد كمال جوتالي لدى رئيس الوزراء ومستشارة التعاون الدولي الدكتورة هدن عبد عثمان ومنسق المشاريع القطرية في الصومال السيد أبوبكر شيخ بشير.
أهداف زيارة دولة رئيس الوزراء والوفد المرافق له: –
وحسب متابعاتنا فإن أهم الأهداف الزيارة هي
- تعزيز التعاون بين البلدين
- طلب من دولة قطر دعم الميزانية الصومال والتي تشهد عجزا شهريا يقدر قرابة بــ 14 مليون دولار.
- طلب من دولة قطر دعم عسكري وأمني.
- تقديم الشكر والإشادة ما قدمت به دولة قطر في السابق من دعم في مجالات بناء الطرق والمقرات الحكومية والمشاريع الإغاثة والتعليمية والصحية.
- بدء الحديث الجدي بين الصومال وقطر بخصوص الاستثمار.
لقاءات دولة رئيس الوزراء الصومالي والوفد المرافق له
4 سبتمبر 2023
وصل رئيس الوزراء حمزة عبدي بري والوفد المرافق له إلى الدوحة، مساء 4 سبتمبر 2023، وكان في استقبال دولته والوفد المرافق، سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية، وسعادة الدكتور عبدالله بن سالم النعيمي سفير دولة قطر لدى الصومال، والسيدة رون سعيد قورشيل القائم بالأعمال في سفارة الصومال لدى قطر.
وفي يوم 5 سبتمبر 2023م
- عقدت رئيس الوزراء السيد حمزة عبدي بري والوفد المرافق له اجتماعا مع الجانب القطري برئاسة معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية في الديوان الأميري بالدوحة وبرفقته عدد من الوزراء وكبار المسؤولين. وخلال اللقاء أعرب دولة رئيس الوزراء الصومالي، عن شكره لدولة قطر على دعمها المتواصل للصومال في مختلف المجالات. ومن جانبه جدد معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء التأكيد على وقوف دولة قطر الدائم إلى جانب الصومال، ودعمها لمؤسسات الدولة ولكافة الجهود الهادفة لتحقيق الأمن والاستقرار وضمان سيادة ووحدة البلاد وسلامة أراضيها.
- التقى رئيس الوزراء السيد حمزة عبدي بري ووزير الأمن الداخلي ومستشار الأمني كمال جوتالي والوفد المرافق له مع ضباط الجيش الوطني الصومالي الذين يتلقون تدريبات عسكرية بقطر. وأعرب رئيس الوزراء للضباط الذين يصل عددهم ما يقارب 20 ضباطا عن آمال الشعب الصومالي المعقودة عليهم ليشاركوا فور تخرجهم قيادة العمليات العسكرية والأمنية الجارية في الصومال.
- استقبل رئيس الوزراء السيد حمزة عبدي بري وزير الخارجية والتعاون الدولي السيد ابشر عمر هروسى والوفد المرافق له بمقر إقامته في الدوحة سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر، وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية وجرى خلال المقابلة، استعراض علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، ودعم دولة قطر للمشاريع التنموية في الصومال.
- وتكريما للعلماء قام دولة رئيس الوزراء السيد حمزة خلال بزيارة لفضيلة الشيخ عبد الرشيد بن الشيخ علي صوفي الصومالي الأصل وقطري الجنسية وهو من أشهر القراء في العالم الإسلامي والحائز على عدة جوائز عالمية في علم القراءات، وأطلع رئيس الوزراء الشيخ الجهود التي تبذلها الحكومة وخاصة في مجال مكافحة الأفكار المتطرفة في الصومال. ويأتي أهمية هذا الاجتماع في التوقيت حيث تخوض الحكومة الصومالية مواجهات عسكرية وفكرية وإعلامية ومالية ضد حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة والجدير بالذكر أن الحكومة الحالية نجحت في جذب العلماء إلى صفها في مجال مكافحة الإرهاب.
وفي يوم 6 سبتمبر 2023م
- استقبل دولة رئيس الوزراء السيد حمزة وبرفقة وزير الأمن الداخلي الدكتور محمد شيخ أحمد ومستشار الأمن الوطني لدولة رئيس الوزراء السيد كمال جوتالي والملحق العسكري الصومالي لدي قطر، في مقر إقامته في الدوحة ، قائد القوات المسلحة القطرية الفريق الركن سالم بن حمد النابت وبرفقته قيادات عسكرية قطرية، وقدم الجانب الصومالي تنويرا حول الأوضاع العسكرية والأمنية في الصومال وجهود حكومة الصومال لدحر حركة الشباب الإرهابية وبحث في الاجتماع أيضا سبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين واستمرار الدعم القطري في الجانب العسكري والأمني وزيادة المنح التدريبية للضباط والتي تقدمها دولة قطر للجيش وقوى الأمن الصومالية.
- خلال زيارته استقبل دولة رئيس الوزراء حمزة عبدي بري والوفد المرافق له معالي السيد خليفة بن جاسم الكواري مدير العام لصندوق قطر للتنمية الذي ينفذ مشاريع مختلفة في الصومال، وبحثا كيفية التوسع في المشاريع التنموية التي ينفذها الصندوق في الصومال.
- استقبل رئيس الوزراء السيد حمزة والوفد المرافق له أثناء وجودهم في الدوحة مع الرئيس التنفيذي لهيئة قطر للاستثمار منصور بن إبراهيم آل محمود، حيث ناقشا معه كيف يمكن للحكومة القطرية ورجال الأعمال القطريين الاستثمار في الصومال.
- استقبل رئيس الوزراء والوفد المرافق له في مقر إقامته في الدوحة وفدا من غرفة قطر (غرفة تجارة وصناعة قطر) ضم السيد راشد بن حمد العذبة النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة الغرفة، ورجال أعمال قطريين، حيث جرى استعراض مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين الشقيقين، ودور القطاع الخاص في تعزيز الاستثمارات المتبادلة. وأكد رئيس الوزراء حمزة عبدي بري حرص الصومال على جذب الاستثمارات القطرية في مجالات الطاقة، والبنية التحية، والتكنولوجيا المالية، وتقديم التسهيلات لها سعيا لجذب المستثمرين القطريين، في ظل تحسن الظروف الأمنية، التي جعلت الصومال مهيأ للعملية التنموية والاستثمار. ومن الجانب القطري كشف أن هناك رغبة لدى رجال الأعمال القطريين في دراسة المناخ الاستثماري الصومالي والفرص والمزايا المتاحة، وعلى أهمية أن تكون هناك دراسات متكاملة عن الفرص المتاحة بالصومال، حتى يتمكن رجال الأعمال من الاطلاع عليها، ومن ثم دراسة الاستثمار فيها وأهمية الزيارات المتبادلة في تقريب المسافات بين رجال أعمال البلدين، وضرورة التعريف بشكل أكبر بالمناخ الاستثماري الصومالي، مع تسهيل إجراءات الاستثمار فيه.
- وكان هناك لقاء آخر دار بين وزير المالية الصومالية السيد بيحي إيمان عغي الذي كان ضمن الوفد المرافق لرئيس الوزراء مع نظيره وزير المالية القطري السيد علي بن أحمد وركزا على مسألة الإعفاء الديون والتعاون في تنمية الاقتصاد بين البلدين وتعزيز الأنظمة المالية المهمة للبلدين، كما عقد وزير المالية الصومالي اجتماعات خاصة مع رؤساء المؤسسات المالية والاقتصادية في قطر.
- وفي لقاء منفصل اجتمعت سعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي نائب رئيس مجلس الشورى، مع سعادة السيد محمود أحمد آدن عضو البرلمان الفيدرالي بجمهورية الصومال الفيدرالية والذي كان من ضمن وفد دولة رئيس الوزراء . جرى خلال الاجتماع، استعراض علاقات التعاون البرلماني القائمة بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها.
وفي يوم 7 سبتمبر 2023م
سجل دولة رئيس الوزراء حمزة عبدي بري الزيارة تقدير لفخامة الرئيس الصومالي السابق السيد محمد عبد الله فرماجو والذي يقيم في قطر، وأطلعه الأوضاع الراهنة في البلاد والجهود الجارية لمكافحة حركة الشباب الإرهابية وإنجازات الحكومة. ومن جانبه هنأ الرئيس فرماجو انتصارات القوات المسلحة والقوى الأمنية على حركة الشباب الإرهابية، ويجب التنويه بهذا الخصوص أن الرئيس السابق مشهود له بدوره في بناء القوات المسلحة الصومالية (الجيش) وتعيين العناصر الشابة والمتعلمة في سلم قيادة الجيش والقوى الأمنية الأخرى.
سياسات قطر تجاه الصومال
القاء الضوء على سياسات قطر تجاه الصومال من المفيد جدا للوصول إلى تحليل منطقي حول نتائج المتوقعة لهذه الزيارة وحسب المتابعة بالدور القطري في الصومال منذ 2006 إلى الآن فإننا نجد أنها تنتهج سياسة ناعمة علنا من خلال الاهتمام بالتعليم والصحة والإغاثة وهذا النوع من المساعدات لا يتوقف على العلاقة بين القيادات الصومالية والقطرية على المستوى الفيدرالي والولائي.
ورغم أن قطر تنتهج على المستوى الرسمي سياسة دعم الصومال كدولة شقيقة وفي موقع استراتيجي ولكن من الملاحظ أن الدعم القطري كان ذكيا ويعتمد حسب قرب علاقة الرؤساء الصومال مع القيادة القطرية وعلي سبيل المثال يعتقد على نطاق واسع أن قطر دعمت المحاكم الإسلامية إعلاميا ودبلوماسيا وماديا في الفترة (2006-2008) ولكن بسبب انخراط رئيس المحاكم الإسلامية شيخ شريف شيخ أحمد بعملية مصالحة بعيدا عن الداعم الرئيسي أدت في سوء العلاقة بينه وبين الدوحة مما أدى لاحقا أن الدعم المالي القطري للحكومة الصومالية كان في أدني مستوياته إبان حكم الرئيس الأسبق شريف شيخ أحمد (2009-2012).
ولكن الدعم القطري لدولة الصومالية زاد في الفترة الأولى التي ترأسها الرئيس الحالي حسن شيخ محمود (سبتمبر 2012- فبراير 2017) وهناك حديث في الأوساط السياسية أن قطر دعمت الحملة الانتخابية للرئيس حسن شيخ محمود في عام 2012.
ولكن يمكن الاعتبار بلا جدال أن العصر الذهبي للعلاقات القطرية الصومالية او بالأحرى الدعم المالي للحكومة الصومالية والقيادة كان في الفترة التي ترأسها الرئيس الأسبق محمد عبدالله فرماجو (فبراير-2017 مايو 2022 ) في تلك الفترة قامت قطر بدعم ميزانية الدولة في عام 2019 فقط بـــ 73 مليون ريال قطري (20 مليون دولار أمريكي تقريبا). وأما بخصوص بناء المؤسسات والمقرات الحكومية وبناء الطرق فقد بلغ الدعم القطري 200 مليون دولار أمريكي، وقام صندوق قطر للتنمية بتمويل ذلك الدعم ببناء طرق تربط العاصمة مقديشو بمدينتي «أفغوي» و«جوهر»، اللتان تبعدان عن العاصمة 30 كم جنوبا وشمالا على التوالي، وأيضا بتأهيل وإعادة بناء عدد من المباني الحكومية، من بينها مبنى رئاسة الحكومة، ومقر بلدية مقديشو، والمعهد الدبلوماسي التابع للخارجية للصومالية ومقر وزارة التخطيط والتعاون الدولي ومقر الحكومة الصومالية (مقر الحزب الاشتراكي الثوري الصومالي سابقا) فضلاً عن تقديم «68» مدرعة عسكرية من وزارة الدفاع القطرية لدعم القوات المسلحة الصومالية. والجدير بالملاحظة أن تلك المساعدات المباشرة للحكومة الصومالية وبناء البنية التحتية قد أتت أكلها لاحقا حيث أعتبر موقف الصومال مساندا لقطر فيما عرف بــ “أزمة الخليج” التي كانت بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين ومصر من جهة ودولة قطر من جهة أخرى والجدير بالذكر أن الصومال لم تقطع علاقتها مع قطر رغم الإغراءات المالية وكان المجال الجوي الصومالي مفتوحا لطيران القطري.
سياسات الصومال تجاه قطر
لا توجد سياسية صومالية تجاه الدول عموما وانما تخضع السياسية الخارجية الصومالية لتوجهات لقادة وتستند غالبا الدعم المادي والمعنوي الذي تقدمه دولة ما للصومال في تلك الفترة لذا تعتبر الولايات المتحدة الحليف والداعم الرئيسي للصومال بسبب الدعم الأمريكي السياسي والمالي للصومال.
ولأول مرة طرح الرئيس الصومالي الحالي حسن شيخ محمود شعارا انتخابيا يمكن اعتباره توجيه للسياسة الداخلية والخارجية “صومال متصالح مع نفسه ومع العالم” بخصوص الشق الأخير تستند رؤية الرئيس بناء علاقات مع كل الدول الشقيقة والصديقة والبعد عن المحاور وربما على ضوء تلك السياسة يحاول الرئيس حسن شيخ محمود التوازن بين العلاقات الدول المتنافسة على الصومال وخاصة العربية.
ورغم أن أزمة الخليج تم تجاوزها ولكن الصراع بعض الدول العربية على الصومال مازال مستمرا وخاصة بين الإمارات وقطر وبعيدا عن الشعار “صومال متصالح مع العالم” وتوجه الرئيس الحالي والذي يري التقارب مع الكل في مجال التعاون لصالح الصومال، عمليا يري المحللون أن هناك حاليا قيادات سياسية ذات التأثير ترى أن التقارب مع قطر مهم للصومال، وترى أن الدعم القطري للقيادة السابقة كان دعما للصومال وأن قطر جاهزة لدعم الحكومة الحالية. وبالمقابل هناك من السياسيين من يرى أن الأفضل للصومال الاعتماد على حليف رئيسي واحد فقط طبعا بدون معاداة أحد، لكي تجد الحكومة دعم يغطى عجز ميزانية الدولة وأيضا دعم عسكري وأمني حقيقي في حربها ضد الإرهاب ويساهم في دعم جهود التنمية وأن قطر ربما تسعى لتبعدنا عن حلفاء مهمين في هذه المرحلة مثل الإمارات.
نتائج المتوقعة للزيارة
يرى المراقبون أن بعض أهداف الزيارة للجانب الصومال التي ذكرناها في بداية هذا المقال التحليلي ستحقق بسبب البراغماتية القطرية ولكن جزء من تلك الأهداف ستكون رهنا على مدى علاقة القيادات الصومالية الحالية مع القيادات القطرية وأيضا ميزان التنافس على الصومال.
1- بخصوص دعم ميزانية الدولة:
تعتبر ميزانية الدولة الهاجس الكبير لكل الحكومات الصومالية رغم تواضع هذه الميزانية والتي تبلغ 977,216,539 مليون دولار فقط (ميزانية 2023)، وغالبا مصادر الميزانية تأتي الضرائب ومن دعم الأشقاء والمؤسسات الدولية ومساعدات الدول الغربية وحسب الميزانية الحالية فإن هناك عجز يقارب 170.6 مليون سنويا وهو عجز شهري يقدر بـــ 14.2 مليون دولار شهريا، وحسب المتابعة فإن هناك تفاؤل من جانب القيادات الصومالية بأن قطر ستساهم في دعم ميزانية الدولة.
2- بخصوص الدعم العسكري والأمني
من أهم احتياجات الصومال العسكرية والأمنية الدعم في مرتبات الجنود والضباط وخاصة الجيش والشرطة وخاصة المناطق المحررة وبناء الثكنات العسكرية والمستشفيات والأسلحة والذخائر والمركبات والعسكرية والدعم في تدريب الجنود والمنح التدريبية للضباط، ومشاركة الصومال في حربها ضد حركة الشباب الإرهابية وخاصة الدعم الجوي التي تقدمه بعض الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا والإمارات وبريطانيا من خلال طائرات بدون الطيار(دورون) بهذا الخصوص من المتوقع أن تواصل قطر دعمها العسكري والأمني ولكن ليس من المتوقع أن تشارك قطر مع الصومال حربها ضد حركة الشباب مباشرة عبر تواجد عسكري واستخدام طائرات دورون بسبب أن قطر ترى أنها ممكن أن تساهم في المصالحة بين الحكومة وحركة الشباب وتشاطرها في هذه الرؤية النرويج.
3- بخصوص الدعم الإنساني والتنموي
نتوقع حسب المتابعات بأن الدعم القطري الإنساني المتمثل في الإغاثة والتعليم والصحة ودعم الأسر المتعففة بوسائل الإنتاج سيتواصل في جميع ربوع الصومال من خلال جمعية قطر الخيرية او عبر “مبادرة التعليم فوق الجميع” او عبر وزارات الخدمية في الصومال مثل وزارة التربية والثقافة والتعليم العالي حيث التقي معالي السيد فارح شيخ عبدالقادروزير التربية والثقافة والتعليم العالي في الدوحة جمعية قطر الخيرية ومكتبة قطر الوطنية .
ولكن الدعم التنموي والذي نقصده هنا بناء المرافق الأساسية كالطرق والمطارات والمقرات الحكومية سيكون مرتبطا بعدة عوامل من بينها داخليا مدى تقارب القيادات الصومالية الحالية والقطرية، وخارجيا مسار الصراع بين الدول العربية على تأثير على قيادة السياسية الصومالية الحالية وجعل الصومال تدور في فلكها لذا الدعم القطري رهن بهذا العامل إيجابا او سلبا.
4- بخصوص الاستثمار
وحسب متابعتنا للاجتماعات، يهتم الجانب القطري الرسمي بأن يكون لها موضع قدم في الساحل الصومالي التي يعتبر الأطول في إفريقيا من خلال استحواذ على إدارة موانئ والجدير بالذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة وضعت يدها على الميناء المهم والرئيسي في شمال الصومال (ميناء بربرة) وأيضا الميناء الرئيسي والأهم في شمال شرق الصومال (ميناء بوصاصو) بينما تدير تركيا ميناء مقديشو والذي يعتبر الميناء الرئيسي في الصومال. ويمكن في هذا المجال أن تستثمر قطر موانئ أخري في الولايات غلمدغ او هيرشبيلي او جنوب غرب الصومال او جوبالاند.
وبخصوص استثمار رجال الأعمال القطريين في الوقت المنظور فإنه حديث سابق لأوانه لأن رجال الأعمال العرب عموما يفتقرون إلى المخاطرة في بلد ليس مستقر أمنيا كالصومال خلافا للمستثمرين الأتراك الذين لهم تواجد ملحوظ في الصومال رغم عدم الاستقرار الأمني في الصومال وعلاوة على ذلك فإن جهود الصومال سابقا في جذب الاستثمارات العربية والأجنبية متواضعة وهناك أيضا قلة الخبرة في الجانب الصومالي في عرض وتقديم دراسات مقنعة لرجال أعمال العرب في المناخ الاستثماري الصومالي والفرص ومزايا الاستثمارات المتاحة وتسهيل إجراءات الاستثمار والضمانات
وهناك جهود قليلة من الصومال بخصوص أهمية الزيارات المتبادلة بين رجال الأعمال العرب والصوماليين.
المصادر الرئيسية
- وكالة الأنباء الوطنية الصومالية (صونا)
- وكالة الأنباء القطرية (قنا)
- صفحة الفيسبوك الرسمية لمكتب رئيس الوزراء الصومال
=============================================================
ملاحظة: جميع الآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن موقع مقديشو برس